#قِصَّةٌ_قَصِيرَةٌ
شواظُ الشّواذّ !!
===>
سأل عنه ،فقيل في مكتبته ،فطرق بابها ثلاثا!.
سمع صوتا يدلف إليه :
ادخل!.
فولج متجهما!
*رنا إليه ،ثم إلى ما يحيط به من كتب ،وأوراق ،وما كان هنالك مما يمت لذلك ،فعلا أزيز صدره ،وآض لزفيره صدًى!.
*ولكن الرجل لم يحرك ساكنا ،ولم ينبس ببنت شفة! ،لا زال بين كتبه على مكتبه ،كأنه في عالم غير العالم!.
*فدنا منه قائلا:
_ ألا تشعر بي?!
فارتاع منه ،ثم تأمله ،فتبيّنه ،فلما ذهب عنه الروع ،قال:
_ متى دخلت?! وكيف دخلت?!
*قال :
_دخلت عندما قلت لي : ادخل ،وأما كيف دخلت ،فبقدمي اليمنى ،ولا يخفاك أن دخولي من الباب ،لا من…
فقاطعه:
_ دعنا من هذا!
ولم يزد سوى قوله :
_مالك?!
قال:
_ ألم ترَ ما فعل المثليونَ?!
فرد في تؤدة :
_ وماذا صنع المثليون?! ،ما أراهم إلا قوما استغنوا عن عقول البشر ،واستعاضوا عنها عقولا خاصة بهم ،وماذا تجديهم عقول البشر هذه ،وهبهم…
فقاطعه:
_ ويحك ،من تقصد بالمثليين?!
قال :
_ ألست تقصد الأطفال المنغوليين?!
*فتبسم تبسم المغيظ ،ثم أردف!:
_لا ،يا هذا إنما أقصد الشواذّ!.
فضحك حتى قهقه! ،ثم قال:
_حقا لقد أبعدت النجعة! ،صدقت ،صدقت ،ما أكثر الشواذ في حياتنا!!
ثم قهقه أخرى! مردفا :
_إنهم أكثر من الحشرات في الصيف!
ثم نظر إليه متأملا ،وأكمل معقبا ،وقد أسند ظهره على كرسيه يتكلم كأنه في إذاعة من الإذاعات :
_ إن غالب الناس مثليون في شذوذهم ، قد شذوا في فكرهم ،وفي سلوكهم ،وفي…
*وهنا لم يتحمل صاحبنا ،وضرب المكتب بكلتا يديه ،صائحا!:
_ ماذا دهاك ?! ،وما الذي اعتراك?!
لم أر شاذا مثلك! ،ثم أشاح بيده ووجهه ،وأراد أن ينصرف!.
*فأدركه عند الباب ،ثم أمسك بمنكبيه ،قائلا:
_إنني أعي ما تقول ،وأفطن إلى مرادك ،ولكنني أحببت صرفك عما اصطلحوا هم عليه ،وارتضوه ،ثم أشاعوه بينكم ،فارتضيتموه ،واعتضتم به عما في كتاب ربكم ،وسنة نبيكم _صلوات الله وتسليماته عليه_ ،فسميتموهم بما سموا هم به أنفسهم= المثليين ،والشواذ ،ولم تسموهم بما سماهم الله _ تعالى_ ،ورسوله _ صلى الله عليه وسلم_ به ،من اسم الفاحشة ،واللواط ،وهو اسم يحمل شناعة الجريمة ،وشدة العقوبة ،فيكون في نفس ذكره زجرا لا يحمله اسم غيره ،فضلا عن الرضا بما اصطلحوا هم عليه ،فعلام نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير?!.
هذه الجريمة النكراء التي يترفع عنها الحيوان البهيم! ،فناهيك بشيء تترفع عنه البهائم! ،هل رأيت بهيما ينزو على بهيم مثله?!
هؤلاء قلبوا الفطرة ،فكان جزاؤهم أن قُلب بهم ،فمسخت أفئدتهم ،فلا علاج لهم سوى ما فعل الله _جل وعز_ بقوم لوط _ عليه الصلاة والسلام_ ،وبمثل هذا أفتى الحبر ابن عباس _رضي الله عنهما_ وقد روى عن ابن عمه رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ : "اقتلوا الفاعل والمفعول به" الحديث.
أما ما جرى وما يجري ،فهو شيء فوق ذلك جرما ،ألا وهو استحلال ما حرم الله_جلت قدرته ،وتقدست أسماؤه_ وما حرم رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ ،وما أجمعت عليه الأمم جميعا ،لا الأمة وحدها ،فهذا الاستحلال كفر بإجماع، لا نزاع فيه ،فهؤلاء يقتلون ردة إن لم يرجعوا عن ذلك ،ويتوبوا توبة نصوحا!.
ثم أخذ بيده ،فأجلسه ،ثم قال له :
_يا صاحبي : ألم تسأل نفسك كيف غزانا عدونا?! ،وكيف تمكن من رقاب أفكارنا?!
وأنا أصارحك القول ،انظر إلى وجهك وقد حلقت لحيتك ،فتشبهت بالنساء وقد لعن على ذلك رسولك _ صلى الله عليه وسلم _ ،وتشبهت بالكافرين ،ومن تشبه بقوم فهو منهم ،كما في حديث المعصوم _صلى الله عليه وسلم _ ،أرأيت عاقلا يقلد عدوه?!.
زد على ذلك سروالك الضيق ،الذي يصف عظامك ،ويشفّ عما تحته ،ويجسده ،أهكذا كان أجدادك من المسلمين?! ومن العرب السالفين?!
الذين لم تُعرف فيهم هذه الفاحشة قط!
حتى قال قائلهم :
لولا أن الله ذكر قصة قوم لوط ،ما صدقت أن ذكرا يعلو ذكرا!.
أرأيت إلى الشباب في الطرقات وقد تنمصوا ،وفعلوا بوجوههم فعل المومسات ،وقد لعن على ذلك رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ المتنمصات ،فكيف بالمتنمصين?!
وقد رآهم أهلوهم فكأن على رؤوسهم الطير!.
ألا أراك ترى من بنيك من يخرج بسروال قصير ،يظهر فخذه ،والفخذ عورة، كما في حديث المصطفى _صلى الله عليه وسلم _ ،فضلا عن بدو عورته المغلظة في جلوسه ،وحركته ،فضلا عما يجسده السروال بنعومته ،وضيقه!!
*وهنا قام عن كرسيه ،ثم قال:
_ ماذا تريد?!
قال:
_ أريد أن أقول : إن هؤلاء نار تحرق ،وطوفان يغرق ،فلابد أن يؤخذ على أيديهم عاجلا غير آجل ،ثم أن نقطع كل أسباب هذه الفتنة لا سيما من ترك الشبيبة لغير الأمناء من الإعلاميين ،ومن الصحفيين ،ومن غيرهم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا!
لا تتركوا الشباب للشبكة العنكبوتية ،ولا للأفلام ،والمسلسلات الساقطة ،ولا للبرامج الهابطة ،ربّوهم على القرآن وتفسيره ،وعلى السنة ،والسيرة ،ربوهم على آداب السلف ،أدركوهم ،قبل ألا يدركوا ،ولات حين مندم!.
==>إنَّ الشَّواذَّ شواظٌ قدْ ألمَّ بِنا!
فَلْيُدْرَكِ اليومَ ،أوْ حرقٌ ،وهدمُ البِنا!! ==>
==>ما لِلّواطِ سِوى قَطعِ النّياطِ على
رجمٍ برميٍ عَلا ،كما قَضا ربِّنا! ==>
*ثم قام الرجل ،وأمسك بالباب ففتحه ،ثم قال:
إن الأمر كبير ،وكبير جدا ،وإن تسمية الأشياء بغير اسمها من موبقات هذا الزمان! ،كما سموا التبرج بغير اسمه ،والخمر بغير اسمها ،كما أخبر الصادق المصدوق _صلى الله عليه وسلم_، وغالبا ما يأتينا أعداؤنا من هذه البابة ،فغزونا بفكرهم ،ومكرهم ،قبل عسكرهم ،وجندهم!.
ولكن لابد لنا أن نفيق ،وأن نبصر الطريق! ،لابد أن نقوم من غفوتنا ،وأن ننتبه من غفلتنا!.
ثم نظر إليه نظرة يعرفها نظرة إصرار ،تنبئ عن تغيير للمسار! .
فتبسم له، فتبسم ،ومد يده فأخذها ،ثم جبذه ،فتلازما وتعانقا!.
،ثم ودعه ،وانصرف راشدا!.