هيَ عينُها!!

هيَ عينُها!!

⚫هيَ عينُها!! ⚫

الشّمسُ تعلنُ في حياءٍ أنّها
تمضي، ويَعقبُها السّوادُ المُبهمُ

وتورّدَ الخدانِ في شفقٍ، لمَ?!
نحنُ بنو الليلِ إذا ما يُظلِمُ!

وأنا على الكرسي أرقبُ ضيَّها
فإذا يُشمّرُ ثوبَهُ، ويُلملمُ!

والبحرُ يجثو تحتَ سطوةِ ليلهِ
وبوجههِ لمعتْ مدامعُ، تَأْلَمُ!

تبكي ضياءَ الشّمسِ، بينا نرتجي
ليلًا يطولُ، تجولُ فيهِ الأنجمُ!

وضحكتُ من هذا التناقضِ بيننا
وعجبتُ أكثرَ أنّنا نَتفهّمُ!

فأنا صديقُ البحرِ، أعشقُ موجَهُ
وعُبابَهُ، وخريرَهُ يَترنّمُ!

ولَكمْ يُداعبني يُدغدغُ أُخمَصي
ويعودُ يَجري، حينها أتقدّمُ!

فَيُكرُّ منعطفًا عليّ، أذودُهُ!
فَيرشُّ وجهي، أتقيهِ، وأحجمُ!

ورأيتُها، لا ما رأيتُ، ولا أرى!
حِسًّا، ومعنًى مثلَها، لا يُعلمُ!

ولقد رأيتُ من الحِسانِ محاسنًا
فلإن رأتْ مِن حُسنها تتلعثمُ!

حوريّةٌ حوراءُ يأبى حُسنُها
نعتًا، فليسَ يُخطُّ، بل لا يُرسمُ!

يأبى على التعبيرِ أنّى رُمتَهُ!
ما مُعربٌ يبغيهِ، إلّا يُعجمُ!

صِيغتْ جمالًا من جمالٍ، بينما
ترنو إليها، حُسنُها يَتكلمُ!

هي قُمرةٌ من نورِها البدرُ التمعْ!
ولشَعرُها ليلٌ أثيثٌ فاحمُ!

وبعينها ما لم يكن! ، فيها اجتمعْ
فلقُ الصّباحِ، وليلُهُ المُتضرِمُ!

وسياجُ عينيها رماحُ مقاتلٍ
يهوى القتالَ، وحدُّهُ المُستحكمُ!

ويرى المغانمَ ترتجيهِ، يَعِفُّها!
في شرعهِ تركُ المغانمِ مغنمُ!

مَن قالَ: ذي حوريةُ البحرِ، اكتذبْ!
وأشدُّ كِذبًا، من يقولُ: تَوهّمُ!!

لا أدري أنّى?!، أو متى?! ، لكنّني
لعلى يقينٍ أنّني لا أحلمُ!!

إمّا دخلتُ إلى الجِنانِ!، أو التي
خرجتْ إليَّ مِن الجِنانِ تقدّمُ!

وعلى يقينٍ أنّني، لعَقيبَها
نُسّيتُ بحري، لا أراهُ، وأُقسمُ!

قد كنتُ أجلسُ هاهُنا، لا بل هُنا
لا، بل هُنالكَ، حارَ قلبي المُكْلَمُ!

وأنا على الكرسيّ إذ كُرةٌ أتتْ
وتوقّفتْ دوني، ولا تَتقدّمُ!

بيضاءُ يَلثمُ خدّها حُمْرُ القُبَلْ!
وتودُّ نفسي -ويّحها- لو ألثمُ!

وقفتْ إزاءَ القلبِ، لا تلوي على
شَغِفٍ بها، ومُتيّمٍ يتتيّمُ!

ورأتْ فؤادي عندَها، لم تكترثْ!
ويحَ الفؤادِ، ونارُهُ تتضرّمُ!

كُرةٌ، ولكنْ دونها، ما دونها!
كالبدرِ لا تسمو إليهِ الأنجمُ!

كم أعشقُ الكرةَ، ولكنْ زادني
ولعًا بها، شيءٌ غريبٌ مُبهمُ!

فكأنّها صُبغتْ بحُسنِ مَليكةٍ
فاضتْ عليها من جمالٍ يَفعمُ!

سقطتْ إليَّ، ولم تُردْ إسقاطها!
لتقولَ لي:  ذي ربتي تتحوّمُ!

فرأيتُها قد أقبلتْ تبغي الكُرةْ!
ودموعُها وبْلٌ سَخينٌ مُظلِمُ!

هي بنتُ سبعٍ، أو ثمانٍ، فوقَها
أو دونَها، أو بينَ ذا، لا أعلمُ!

قد ضلّتِ الأهلَ، ولا تدري لهم
مِن مُرشدٍ، أو مَعْلمٍ تَتعلّمُ!

فمسحتُ عن خدٍّ - فديتُ أسيلَهُ!-
ومضيتُ أمسحُ خوفَها، أتكلمُ!

وأقصُّ مِن قِصصِ الطّفولةِ ما بدا
وأُضاحكُ القلبَ السّميّ، وأرحمُ!

وإذا بها، هي عينُها!!، لكنّها
تربو على العشرينَ سيفًا يَصلمُ!!

هرعتْ إليها، قبّلتْ، حتّى ارتضتْ!
وأنا هنالكَ سادرٌ، مُتلعثمُ!!

لا أدري ما قالتْ، ولا ما قلتُهُ!
لأعودَ بعدُ أنا الشّريدُ الهائمُ!

وأعودَ للكرسيّ ، لا كُرةٌ هُنا
لكنني قلبي هناكَ مُتيّمُ!

والشّمسُ تعلنُ في حياءٍ أنّها
تمضي، ويَعقبُها السّوادُ المُظلمُ

لأبي سفيان

════ ¤❁✿❁¤ ════

📲 قَنَاة【 ديوَان أبي سُفيَان】 مِــنْ هُنـ↶ـا:

[  https://goo.gl/7ImASW ]
        [  @sofyanamro ]

خاتمة الموقع نستودعكم الله