في عِزّةِ الأميرِ
أُريدُ أن أناما
فلتبتدي الكلاما
فقلتُ قد أجبتُ
يا سيّدي؛ وقلتُ:
إنّ الصقرَ الصغيرا
أرادَ أن يَطيرا
فقالَ والداهُ
خوفًا على أذاهُ- :
لازلتَ بعدُ طفلا
وقد كُفيتَ كفلا
فقالَ: قد علمتُ
لكنني سئمتُ
وماذا لو أطيرُ
فإنني كبيرُ!
وإنّهُ أصرّا
وراحَ يَستسرّا
في نفسهِ يبوحُ
إن يَغفلوا أروحُ
وهكذا تمادى
لِيفعلَ المُرادا
ومرةً صباحا
والوالدانِ راحا
للسعيِ في الحياةِ
رأى الوقتَ المُواتي
فأطلق الجَناحا
وفي الفضاءِ ساحا
يطيرُ حيثُ شاءَ
لا يُبصرُ الوراءَ
يلهو بلا حسابِ
لم يخشَ من عقابِ
وبعدما أَمَـلّا
إذا بهِ أضـلّا
لا يعرفُ السّبيلا
ولا يرى دليلا
وفجأةً يدورُ
ويسقطُ الصغيرُ
مِن شدّةِ العَياء
والجوعِ في الهواءِ
في الشمسِ ما أطاقا
وعندما أفاقا
إذا بهِ هُناكا
يُعاينَ الهلاكا
تَكسّرَ الجناحُ
وسالتِ الجِراحُ
مُعلّقَ الذّيولِ
في فَرعةٍ خَمولِ
تُريدُ أن تَميلا
تَهوي بهِ قتيلا
وحولها الذئابُ
والأُسدُ، والكِلابُ
وكلُّهم عَواءُ
وما لهُ نَجاءُ
فقالَ قد سئمتُّ
يا ليتني سمعتُ
كلامَ والديَّ
مِن حرصِهم عليَّ
لا أستطيعُ طَيرا
ولا أردُّ ضَيـرا
فأغمضَ الجُفونا
وآثرَ السُّكونا
إذا بهِ يصيرُ
كأنّهُ يطيرُ
فأطلقَ الظنونا
وفتّحَ العُيونا
إذا بوالديهِ
قد أقبلا عليهِ
طارا بهِ رُجوعا
لعُشّهم سريعا
وقبّـلا الخُدودا
فقالَ لن أعـودا
وهذا يا صغيري
درسٌ مِن الطيورِ
ماذا أفدتَ مِنهُ؟!
وما تَراهُ عنهُ؟!
فجاءَ بالإجابةْ
كالرّعدِ في السّحابةْ
يَغطُّ في المنامِ
لا يَلوي للكلامِ
فقمتُ في فُتورِ
أسعى إلى سريري
يَقودُني ابتسامِي
فنمـتُ في سلامِ!