ملئي جوى

ملئي جوى

مِلئي جوًى غامتْ لهُ عينُ السَّما
والبدرُ وجهُ مليحةٍ قد حُمّما

والنجمُ أطفالٌ تُغمّضُ جفنَها
خوفَ الظلامِ، تكادُ أن تَتغمّما

والليلُ صمتٌ مرعبٌ في جوفهِ
أشباحٌ غمٍّ؛ كم تُخيفُ الأنجما!

ومُروطُهُ أثوابُ أرملةٍ كستْ
وجهًا، وكفًّا بالسوادِ؛ فعـمّما

فإذا الحِدادُ، وإن بدا مِن نجمِهِ
نجمٌ؛ فدمعٌ؛ إن تحدّرَ أَحْجما

والأرضُ ضائقةٌ كصدرِ حبيبةٍ
تَبكي الفِراقَ، وما تَبوحُ تكتّما!

والريحُ إن هاجتْ تَهيجُ على الأسى
ومعَ السكونِ؛ الحزنُ كمّمَها الفَما

وعلى النباتاتِ التي عاهدتُها
سيّانِ ريٌّ في هَواها، والظّما!

جفّتْ على رُغمِ الأمانيِّ التي
سُقيتْ، فكانَ سقاؤها مُتخرّما

والطيرُ ناحتْ غيرَ عابئةٍ بما
يَجري سوى ذِكرى لها كمدٌ هَمى

سيّانِ في عينِ المُفارقِ مُرغمًا
ضحكَ الربيعُ، أو الخريفُ تَجهّما

ما اللفظُ إلا ما المعانيهِ احتوتْ!
ماذا سيجدي اللفظَ معنًى أظلما؟!

مَن مخـبرٌ عني الفـؤادَ بأنني
ما عدتُ أحتملُ اشتياقًا بعدما

فارقتُ أرضًا للحبيبِ حبيبةً
صلّى عليهِ اللهُ -جلَّ-، وسلّما

المملكة العربية السعودية/ جدة/ مطار الملك عبد العزيز الدولي.
منتصف ليلة الأحد العاشر من جمادى الأولى عام 1444 من هجرة عبــد الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم. 
خاتمة الموقع نستودعكم الله