رأى أبو سفيان -كان الله له- صورة فوتوغرافية لقطّ عبوس أشـد ما تكـون العبوسة؛ مما يبعث على الضحك، ولكنه؛ والحق يقال ضحك كالبكا؛ وقف -خفف الله عنه- كأبي الهـول كئيبا إذ أحزنته (أم الهول)[وأبو الهول ها هنا مجاز، وأما أم الهول فهي حقيقة، وأيُّ حقيقة "والحدق يفهم^^"]وعن يمينه=يمين القطّ (يسار الصورة) حرمهُ المَصـون، وحـولها بنـوها كالدرّ المـتناثرِ ما بيـن رُضع وغير رُضع؛ فبانت لنا ساعتئذ علة الكآبة وباعث العبوس؛ فقال أبو سفيان -لا القط الكئيب قطعًا ^^- :
قـطٌّ لنا شـريفُ
وكـفُّهُ نظـيفُ
لا يَسرقُ الطعاما
ويَرفضُ الحراما
يَسعى على العيالِ
باللقـمةِ الحـلالِ
وزوجـهُ وراهُ
تمشي على خُطاهُ
ودائمًا مُـدبرةْ
وللقليلِ شاكرةْ
تُريهِ ما يَسرُّ
وضدَّهُ تُسـرُّ
وإن يَجي كئيبا
تُخـفّـفُ الكُروبا
وتُبعـدُ الصغارَا
حتّى إذا استنارا
تأتي بهم شُموسا
أنعمْ بهم أَنوسا
فيَسمرونَ مَرْحى
ويشبعونَ فَرْحى
لكنّهُ يفكّـرُ
أنّى لهُ يُدبّـرُ
والعيشُ في غلاءِ
والظهرُ في انحناءِ
وسعيهُ هباءُ
ما إن بهِ كفاءُ
وما يَجيءُ راحا
قد ركّبَ الجناحا
فوجههُ إطارُ
للوحةٍ تُزارُ
سمّيتُها (الـ مُـنى ذا)
ولا تَسـلْ لماذا
أو فلتسلْ (مُنيزا)*
وامضِ بنا عزيزا!
فإن ذا مُناهُ
إسعادُ مَن وراهُ
يَمضي على الليالي
مِن دونِ أن يُبالي
وذاكَ يا صديقي
مِن أيسرِ الحقوقِ
أن يَشبعَ العيالُ
فحينَها يُقالُ :
وجهٌ سناهُ نحتُ
لهُ مُناهُ بحتُ!
وغيرُ ذا رُتوشُ!
كـأنّهُ الهَـموشُ!
ولم يُردْ (مَرينا)
ولا هَـوَى (أثينا)
بل عيشةَ الكفافِ
وعزّةَ العفافِ!
عنوانُهُ يراهُ
كلُّ الذي التقاهُ
بادٍ على الجبينِ
ولمعةِ العيونِ
وكفِّهِ العديمِ
وهِدمةٍ عقيمِ
فمَن يُريدُ خيرا
يُلقي عليهِ يُسرا
ومن يغلُّ يَلقى
جزاءَهُ، ويَشقى
وهذهِ الخُلاصةْ
لمَن يرى خلاصَهْ
قـطٌّ لنا شـريفُ
وكـفُّهُ نظـيفُ
لا يَسرقُ الطعاما
ويَرفضُ الحراما
يَسعى على العيالِ
باللقـمةِ الحـلالِ
.... ..........
[[معاناةُ قطّ مصريّ]]
* تدليلا لـ (مناليزا) "بندلعها" يعني ^^.