بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم
"تقدمة"
الحمد لله،والصلاة والسلام علي
رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أما بعدُ:
فمن
أصول العقيدة الاسلامية أنه يجب علي كل مسلم يدين بهذه العقيدة أن يوالي أهلها
ويعادي اعداءها.
فيحب
أهل التوحيد والإخلاص ويواليهم .
ويبغض
أهل الإشراك ويعاديهم.
وذلك
من ملة إبراهيم والذين معه الذين أمرنا با لاقتداء بهم حيث يقول سبحانه
وتعالي " قد كانت لكم أسوة حسنة في
إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم
وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاءُ أبداً حتي تؤمنوا بالله وحده"
وهو
دين محمد r قال تعالي "لاتتخذوا اليهود والنصاري أولياء
بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم
الظالمين"
وهذه في تحريم موالاة أهل الكتاب خصوصا وقال في تحريم موالاة
الكفار عموما قال تعالي :"ياأيها
الذين ءامنوا لاتتخذواعدوى وعدوكم أولياء"
بل لقد حرم على المؤمنين موالاة الكفار ولو كانوا من
أقرب الناس إليهم نسباً قال تعالي : "ياأيهاالذينءامنوا لاتتخذوا ءاباءكم
وإخوانكم أولياء إن استحبواالكفرعلى الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم
الظالمون"
وقال تعالي"لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر
يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانو أباءهم أوأبناءهم أواخوانهم أوعشيرتهم "
وقد جهل كثير من الناس هذا الاصل العظيم حتي لقد سمعت
بعض المنتسبين الى العلم والدعوة في إذاعة عربية يقول عن النصارى إنهم إخواننا !!
ويالها من كلمة
خطيره[1] ا0هـ
فكيف وهي اليوم تقال بملء الفم ؟! بما يدل علي ماوصلنا
إليه في هذه الأعصر من إنحدار علي المستوي الديني حتي في أصول العقيدة ، فإن هذا الاصل العظيم من أصول الدين بدونه تنبهمُ
معالم الملة وتنماعُ أسسها ويضيع المسلمون بين هذا وذاك .ولاحول ولاقوة إلابالله
العلي العظيم .واعلم أنه ليس في كتاب الله تعالي حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين
من هذا الحكم – أي الولاء والبراء – بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ". [2]
ولكنه مع وضوحه وبيانه في نصوص الشرع، فإن كثير ممن
ينتسبون إلى العلم والدعوة قد حادوا عنه وسلكو فجاً سوى فجه وسبيلاً غير سبيله ،
وصاروا يتقربون إلي غير المسلمين ويوالونهم
علي حساب دينهم ،
وإذا فتشت فيما
وراء ذالك وجدتها السياسة: وفقه الواقع زعموا !!.
وياليتهم
يفقهونه ؛ حتى يعلموا أنهم يُلعب بهم ، وأنهم يسيرون بالأمة نحو الهاوية ، إلا أن يعصمنا الله تبارك وتعالي فإن (أهداف أعداء
الاسلام من ملحدين ويهود ونصاري ومستغربين وصهيونية عالمية وشيوعية عالمية هي تمييع
عقيدة المسلمين و تذويب شخصيتهم المنفردة لجعلهم حميراً للشعب المختار كما تنص على
ذلك بروتوكولات حكماء صهيون ،فإذا كان
الامر كذلك فإنه يتضح لدي المسلم أهمية
هذا الموضوع حتى يحذر هو ومن معه , بل يحذر المسلمون عامة من الإنزلاق فى
مهاوى الردى خاصة وأن الدعواتِ المشبوهةَ الملحدةَ تدعو إلى ما يسمى بالأخوة
والمساواة وأن الدين لله والوطن للجميع "[3]
وهذا بعينه ما حققته الماسونية العالمية في
الثورة الفرنسة وصدرته إلى الأمة الإسلامية
تنادي به في ثوراتها !! كما يحدث فيما
يسمى كذبا وزورًا بالربيع العربي ، وما هو إلا خريف وسنوات عجاف !! . ولم يجرؤ أحد
منهم أن يتكلم بكلمة يذب بها عن دينه !! .
ألا شاهت وجوه أهل البدع !!
"إن
تحقيق شهادة أن لا إله الا الله يقتضى أن لايحب إلالله ولا يبغض إلا لله ، ولايوالي
إلا لله ولا يعادي الالله ،وأن يحب ما أحبه الله
ويبغض ما أبغضه الله"[4] ا.هـ
فاذا
عُلم ذلك فكيف نُجابَه في هذا الزمان بمن يقول بجواز ولاية الكافر علي المسلمين ؟!
إن
قائل هذا قد خالف الكتاب والسنة والإجماع بل خالف الفطرة والنظر الصحيح!!
ولذلك
يقول ابن القيم رحمه الله :
ولما
كانت التولية شقيقة الولاية كانت توليتهم نوعاً من توليهم.
وقد
حكم تعالي بأن من تولاهم فإنه منهم ، ولايتم الإيمان إلا بالبراءة منهم والولاية تنافي
البراءة ، فلا تجمع البراءة والولاية أبدا.
والولاية
إعزاز فلا تجتمع هى وإذلال الكفر أبدا , والولاية صلة , فلا تجامع معاداة الكافر أبدا[5] . . . أ .
هـ
ومن
هنا كان لابد من هذه الورقات فى بيان هذه الأمور المهمات . والله المستعان ولاحول
ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم على رسول الله , والحمد لله رب العالمين .
بين
الخلافة والإمامة
ـــــــــــــــــــ
"معنىً واصطلاحاً"
الخلافة فى اللغة :
ـــــــــــــ
قال ابن منظور رحمه الله :
" .. .. .. .. وخلف فلان فلاناً إذا كان خليفته ,
يقال خلفه فى قومه خلافةً" , وفى التنـزيل العزيز " وقال موسى لأخيه
هارون اخلفنى فى قومى " .
وخلفته أيضاً إذاجئتُ بعده .. .. وأستخْلفه جعله خليفة .
والخليفة : الذى يستخلف من قبله . والجمع خلائف .... وهو
الخليف والجمع خلفاء ...
والخلافة : الإمارة ... وقال الزجاج : جاز أن يقال
للأئمة خلفاء الله فى أرضه . يقول الله عز وجل :" يا داود إنا جعلناك خليفة
فى الأرض" .وقال غيره الخليفة :السلطان الأعظم ... "ا..هـ
الإمامة فى اللغة :
ـــــــــــــ
يقول ابن منظور رحمه الله :
"الإمام كل من أئتم به قوم :كانوا على الصراط
المستقيم أو كانوا ظالمين ..
والجمع أئمة , وإمام كل شئ قيِّمه والمصلح له , والقرآن
إمام المسلمين وسيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- إمام الأئمة والخليفة: إمام الرعية
.... إ هـ
الفرق بين الخلافة والإمامة :
ـــــــــــــ
قال الطبرسى: "الخليفة والإمام واحد , إلا أن
بينهما فرقاً , فالخليفة من استخلف فى الأمر مكان من كان قبله . فهو مأخوذ من أنه
خلف غيره وقام مقامه .
والإمام : مأخوذ من التقدم ؛ فهو المتقدم فيما يقتضي
وجوب الاقتداء بغيره ، وفرض طاعته فيما تقدم فيه[6]. ا.هـ
وعليه؛ فالخليفة من استخلف في الأمر سواء كان خليفة لله
عزوجل وهو المشهور في تفسير قوله تعالي" إني جاعل في الأرض خليفة" حُكي
فيه الإجماع كما عند القرطبي في تفسيرها[7].
أوهو خليفة لصاحب الشرع r [8]
أوهو خليفة لمن سبقه ؛ خلفه بقهر وغلية ، أوهو استخلفه.
وفي جميع الحالات لايصلح الكافر أن يكون خليفة لأنه لا
يخلف الله عز وجل في أرضه مقيماً حدوده منفذاً أوامره ، لأنه كافر به !!.
ولايكون خليفة لرسول الله r متبعاً لنهجه سائراً علي سننه لأنه منكر
لنبوته جاحد لدينه r.
ولايكون الكافر
خليفة لمن سبقه من أئمة المسلمين ، إذ لايخلف مكان المسلم إلا مسلم و لا يقوم
مقامه إلا من كان على دينه وإذا كان الإمام هو المتقدم ومن تجب طاعته والاقتداء به
"[9]
فكيف يتقدم علي المسلمين من ليس منهم ؟!
وكيف يقتدي بكافر ؟!
وأنى للمسلمين طاعته ؟! "سبحانك هذا بهتان عظيم"
وفي
الاصطلاح
ــــــــــــ
فقد جمع بينهم الماوردي ؛ فقال:
الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به[10].
وكذلك الإيجي ؛ فقال:
هى خلافة الرسول r في إقامة الدين حيث يجب اتباعه علي كافة
الأمة[11] اهـ
ومثله ابن خلدون رحمة الله: فقال: . . . فهي في الحقيقة
خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به[12]. ا.هـ
وعليه فالخلافة والإمامة اصطلاحًا بمعني واحد ألا، وهو
أمير المؤمنين القائم علي حراسة دينهم والذب عنه مع مراعاة المصالح الدنيوية من
خلال نصوصه وتشريعاته :
يقول صاحب الإمامة العظمى:
والذي يبدو من استعراض الأحاديث الواردة في باب الخلافة والإمامة أن الرسول r والصحابة والتابعين الذين رووها لم يفرقوا
بين لفظ خليفة وإمام .
ومن بعد تولي عمر بن الخطاب tأضافوا إليها لفظ : أمير المؤمنين – وإلى ذلك ذهب العلماء فجعلوها
من الكلمات المترادفة المؤدية ألى معني واحد.
فيقول النووي : يجوز أن يقال للإمام : الخليفة والإمام وأمير
المؤمنين ا.هـ
ويقول ابن خلدون : وإذ قد بينا حقيقة هذا المنصب وأنه نيابة
عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا به : تسمي خلافة
وأمامة والقائم به خليفة وإمام ا.هـ
ويعرف اين منظور
الخلافة بأنها الإمارة [13]. إ.هـ
وعليه فإلامام والخليفة وأمير المؤمنين ، يقوم علي حراسة
الدين وإقامة الشرع المتين ، نيابة عن النبى الأمينr
فكيف يحرس ديناً من هو به كافر؟
وكيف يقيم شرعاً
من هو له جاحد ؟
وكيف ينوب
هذا النجس عن سيد الأطهار وإمام الابرار في شئ من الاشياء؟ "ألا إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي
القلوب التى فى الصدور"
هذا
من جهة معاني الإمامة والخلافة لغة واصطلاحاً أما من جهة الأدلة الشرعية من الكتاب
و السنة والإجماع على عدم جواز تولي
الكافر علي المسلمين فهى ضافية كثيرة.
وحقا ً
قيل إن الكلام في البدهيات ضرب من الجنون
ولكنا
لذلك مضطرون . والله المستعان علي ما يصفون0
أدلة الكتاب
علي عدم
جواز تولية غير المسلم
على
المسلمين في أمر من الأمور
ـــــــــــــــــــ
والأدلة في هذا الصدد كثيرة منها :
ــــــــــــــــ
1)
قوله تعالي " إني جاعل في الأرض خليفة .. ..
.."
قال
ابن جرير الطبري رحمه الله تعالي في تأويلها:
"..
.. فكان تأويل الأية علي هذه الرواية التى ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس "
إني جاعل في الارض خليفة: منى ، يخلفنى في الحكم بين خلقي ، وذلك الخليفة هو آدم
ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل
بين خلقه .. ا.هـ
ولا يكون هذا إلا مسلماً !
وقال
القرطبي رحمة الله:
".
. . والمعنى بالخليفة هنا في قول ابن مسعود
وابن عباس وجميع أهل التأويل آدم عليه السلام وهو خليفة الله في إمضاء أحكامه وأوامره
.." ا.هـ
فهل يمض أحكام الله كافر ؟
وقال البغويّ رحمه الله :
".
. . والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه .." ا.هـ
وعليه
فلا يكون الكافر إماماً ولا ولياً لأمر
المسلمين لأنه لايمضي أحكام الله ، ولا ينفذ وصاياه، بل هو كافر بكل ذلك منكر له!!
2) قوله تعالي
" يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم "
فقوله تعالي "منكم" نص
على اشتراط أن يكون ولي الأمر من المسلمين، ولم ترد كلمة أولى الأمر إلا مقرونة بأن يكونوا من المسلمين ؛ فدل على
أن ولي الأمر يشترط أن يكون مسلماً
ومعلوم أن الكافر لا تجب طاعته في شئ أبدا ، بل
تجب محاربته ومقاتلته بنص القرآن حتي يسلم أو يعطي الجزية عن يدٍ وهو صاغر إن كان
من أهلها [14]." أ.هـ
3) قوله تعالي
" قال إني جاعلك للناس إماماً، قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين
"الاية.
قال السيوطي في الدر المنثور :
وأخرج وكيع وعبد ين حميد وابن جرير عن مجاهد فقوليه
"لاينال عهدي الظالمين" الآية قال
: " لاأجعل إماماً ظالما ً يقتدي به"
وعند ابن
أبي حاتم في تفسيره وكذا ابن كثير رحمهما
الله:
عن سعيد بن جبير قال : الظالم في هذه الآية المشرك ؛
لايكون إماما ظالماً يقول لايكون إماماً مشركاً .
ا.هـ
وقال الإمام الطبري عليه رحمة الله :
وهذا خبر من الله عز وجل عن أن الظالم لايكون إماماً يقتدي به أهل الخير
وهو جواب من الله سبحانه وتعالى لإبراهيم
في مسألته أن يجعل من ذريته أئمة مثله ، فأخبر أنه فاعل ذلك إلا لمن كان من أهل الظلم منهم ، فإنه غير مُصيّره
كذلك . ولا جاعله في محل أوليائه عنده ، بالتكرمة بالإمامة لأن الإمامة إنما هي لأوليائه وأهل طاعته ، دون أعدائه
والكافرين به[15]
.. ا.هـ
4) قوله تعالي
" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين "
قال ابن العربي عليه الرحمة : " هذا عموم في أن
المؤمن لايتخذ الكافر ولياً في نصرة علي عدو ولا أمانة ، وقد نهي عمر بن الخطابt أبا موسى الأشعريt عن ذمي كان استكتبه وأمره بعزله[16].. ا.هـ
قال الامام الطبري عليه الرحمة: وهذا نهي من الله عز وجل
المؤمنين أن يتخذوا الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً ، ولذلك كسر – يتخذ- لأنه فى
موضع جزم بالنهى ، ولكنه كسر "الذال " منه للساكن الذي
لقيه وهى ساكنة ومعني ذلك : لاتتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهراً وأنصاراً توالونهم علي دينهم ،
وتظاهرونهم علي المسلمين من دون المؤمنين وتدلونهم علي عوراتهم ، فإنه من يفعل ذلك
فليس من الله في شئ . يعنى بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه
ودخوله في الكفر .." ا.هـ
وقال السعدي رحمه الله :
وهذا نهي من الله تعالي للمؤمنين عن موالاة الكافرين
بالمحبة والنصرة والاستعانة بهم علي أمر من أمور المسلمين..." ا.هـ .
5) قوله تعالي
" يأيها الذين أمنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الايات إن كنتم
تعقلون "
قال ابن عطية رحمه الله : "نهى
الله تعالى المؤمنين بهذه الآية أن يتخذوا من الكفار واليهود أخلاء يأنسون بهم فى
الباطن من أمورهم ويفاوضونهم فى الآراء , ويستنيمون إليهم , وقوله "من
دونكم" يعنى من دون المؤمنين .. ..
ويدخل فى هذه الآية استكتاب أهل الذمة
وتصريفهم فى البيع والشراء والاستنامة إليهم ..."[17] ا . هـ
وبمثل هذا قال الطبرى والقرطبى
وغيرهما .
وقال ابن العربى رحمه الله :
"أيضاً لا خلاف بين علمائنا
أن المراد بها النهى عن مصاحبة أهل الكتاب حتى نهى عن التشبه بهم ... "[18] ا . هـ
فضلاً عن أن يكونوا ولاة للأمور يسمع
لهم ويطاع ! ! .
6) وقوله تعالى :" ياأيها الذين أمنوا لا تتخذوا
اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا
يهدى القوم الظالمين ."
قال شيخ الإسلام-رحمه الله-:
"وهذه الأيات العزيزة فيها عبرة لأولى الألباب فإن
الله –تعالى- أنزلها بسبب أنه كان بالمدينة النبوية من أهل الذمة من كان له عز ومنعة
على عهد النبى rوكان أقوام من المسلمين عندهم ضعف
يقين وإيـمان وفيهم منافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر , مثل عبد الله بن أُبى
_ رأس المنافقين وأمثاله , وكانو يخافون أن تكون للكفر دولة , فكانو يوالونهم
ويباطنونهم , قال الله تعالى " فترى الذين فى قلوبهم مرض" أي نفاق وضعف
وإيمان"يسارعون فيهم" أي فى معاونتهم يقولون "نخشى أن تصيبنا دائرة
, فقال الله تعالى "فعسى الله أن
يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا أي هؤلاء المنافقون الذين يوالون أهل الذمة
"على ما أسروا فى أنفسهم نادمين,
ويقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم
فأصبحوا خاسرين ".
فقد عرف أهل الخبرة أن أهل الذمة من اليهود والنصارى
والمنافقين يكاتبون أهل دينهم بأخبار المسلمين , وبما يطلعون على ذلك من أسرارهم .
. . .ومن الأبيات المشهورة قول بعضهم:
كل العداوات قد ترجى مودتها **** إلا
عداوة من عاداك فى الدين
ولهذا وغيره منعوا أن يكونوا على ولاية المسلمين[19] . . . . ا . هـ
وقال ابن عطية عليه الرحمة :
"نهى الله تعالى بهذه الآية عن اتخاذ اليهود
والنصارى أولياء فى النصرة والخلطة المؤدية إلى الامتزاج والمعاضدة , وحكم هذه الآية باقٍ , وكل من أكثر من مخالطة
هذين الصنفين فله حظه من هذا المقت الذى تضمنه قوله " فإنه منهم . . . ا هـ
قال الطبرى-رحمه الله- :" يعنى تعالى ذكره بذلك:أن
الله لايوفق من وضع الولاية فى غير موضعها
, فوالى اليهود والنصارى-مع عداوتهم لله ورسوله والمؤمنين- على المؤمنين ,
وكان لهم ظهيراً ونصيراً لأن من تولاهم فهو لله ورسوله وللمؤمنين حربٌ . . . . .ا
.هـ
وقال ابن العربى فى الأحكام :
" بلغ عمر بن الخطاب أن أبا موسى الأشعريّ رضى الله
عنهما اتخذ باليمن كاتباً ذمياً , فكتب إليه
هذه الآية وأمره بعزله , وذلك أنه لاينبغى لأحد من المسلمين ولي ولاية أن يتخذ من أهل الذمة واليا
فيها لنهى الله تعالى عن ذلك , وذلك لأنهم لا يخلصون النصيحة ولا يؤدون الأمانة
بعضهم أولياء بعض . . . ا هــ
7) قوله تعالى" يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذو الذين
اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا
الله إن كنتم مؤمنين".
قال الإمام الطبرى عليه رحمة الله :
يعنى اليهود والنصارى الذين جاءتهم الرسل والأنبياء وأنزلت
عليهم الكتب من قبل بعث النبى- r - , ومن قبل نزول كتابنا . أولياء يقول :لا
تتحذوهم أيها المؤمنون أنصارا وإخوانا وحلفاء فإنهم لايألونكم خبالا , وإن أظهروا لكم
مودة وصداقة , وكان عدم اتخاذ هؤلاء اليهود الذين أخبر الله عنهم المؤمنين أنهم
اتخذوا دينهم هزوا ولعبا بالدين على ماوصفهم به ربنا تعالى ذكره . . . ا هـ
قال الإمام ابن
كثير عليه الرحمة :
وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيين والمشركين ، والذين يتخذون أفضل
ما يعمله العاملون وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة المشتملة علي كل خير دنيوي وأخروي
، يتخذونها "هزواً ولعباً "
يستهزئون بها ولعباً يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد وفكرهم البارد
كما يقول قائل :
وكم من عائب قولاً صحيحاً **** وآفته من الفهم السقيم "
8)قوله تعالي " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "
قال ابن العربى رحمه الله :
"......
وأما نفي وجود الحجة يوم القيامة فضعيف ، لعدم فائدة الخبر فيه......
وإنما معناه ثلاثة أوجه:
الأول: ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا يمحو
به دولة المؤمنين , ويذهب آثارهم , ويستبيح
بيضتهم , كما جاء فى الحديث : "دعوت ربى ألا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يستبيح
بيضتهم فأعطانيها ".
الثانى:أن الله سبحانه وتعالى لا يجعل للكافرين على المؤمنين
سبيلا منه إلا أن تتواصوا بالباطل . ولاتتناهوا عن المنكر وتتقاعدوا عن التوبة ,
فيكون تسليط العدو من قِبلكم . وهذا نفيس جدا .
الثالث: أن الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين
سبيلا بالشرع فإن وجد ذلك فبخلاف الشرع , ونزع بهذا علماؤنا فى الاحتجاج على أن
الكافر لايملك العبد المسلم وبه قال أشهب والشافعى لأن الله سبحانه وتعالى نفى
السبيل للكافر عليه والملك بالشراء سبيل فلا يشرع ولا ينعقد بذلك . .ا هـ
فكيف بالولاية العظمى لا على عبد رقيق بل على المسلمين أجمعين؟!
والآية على عمومها فى نفي السبيل للكافرين على المؤمنين
فلا يسلطوا عليهم ولا سبيل أعظم من ولاية الإمام أو الحاكم!!!
9)قوله
تعالى :"ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أتريدون أنتجعلو الله عليكم سلطاناً مبيناً"
قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
نهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا
الكافرين, وأن يتخذوهم أولياء يُسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين , ثم توعد على
ذلك[20] .. .. ا هـ
وقال رحمه الله فى تأويل هذه الآية:
ينهى الله تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ
الكافرين أولياء من دون المؤمنين يعنى مصاحبتهم ومصادقتهم ومناصحتهم وإسرار المودة
اليهم وإفشاء أحوال المؤمنين الباطنة اليهم . . .ا هـ
قال القرطبى عليه الرحمة :
" أتريدون أن تجعلوا لله
عليكم سلطانا مبينا" أي: فى تعذييه إياكم بإقامته حجته عليكم إذ قد نهاكم ".
10)قوله
تعالي " ياأيها الذين ءأمنو لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم
من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي
وابتغاء مرضاتى تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله
منكم فقد ضل سوآء السبيل"
قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
"....يعني المشركين والكفار الذين هم
محاربون لله ولرسوله وللمؤمنين الذين شرع الله عداوتهم ومصادمتهم ، ونهى أن يتخذوا
أولياء وأصدقاء وأخلاء " ا.هـ
قال السعدي عليه الرحمة :
".... فلا تتخذوا عدو الله
وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة أي تسارعون في مودتهم وفي السعي بأسبابها
فإن المودة إذا حصلت تبعتها النصرة والموالاة فخرج العبد من الايمان ، وصار من
جملة أهل الكفران وانفصل عن أهل الإيمان وهذا المتخذ للكافر ولياً ، عادم المروءة
أيضاً ،فإنه كيف يوالي أعدى أعدائه الذي لايريد له إلا الشر , ويخالف ربه ووليه
الذي يريد به الخير ، ويأمره به ويحثه عليه ؟!
وممايدعو المؤمن أيضاً إلى معاداة
الكفار ، أنهم قد كفروا بما جاء المؤمن من
الحق ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة فإنهم قد كفروا بأصل دينكم وزعموا أنكم ضلال علي غير هدي" ا.هـ
11)قوله
تعالي " ياأيها الذين أمنو لاتتخذوا أباءكم واخوانكم أولياء أن استحبوا الكفر علي الايمـان ومن
يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون"
قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
" أمر الله تعالي بمباينة
الكفار به وإن كانوا آباء أو أبناء ، ونهي عن موالاتهم إذا استحبوا أي اختاروا
الكفر علي الإيمان وتوعد علي ذلك..........." ا.هـ
وعليه فإن المتتبع لآيات القرأن
الكريم سيجد منها الكثير والكثير في النهى
عن موالاة ومصافاة فضلاً عن تولية أهل الكفر
والشرك.
يقول ابن القيم رحمه الله : ولما
كانت التولية شقيقة المولاية كانت توليتهم
نوعاً من توليهم ، وقد حكم الله تعالي بأن من تولاهم فإنه منهم ، ولايتم الإيمان إلابالبراءة
منهم ، والولاية تنافى البراءة فلا تجمع البراءة والولاية أبدا والولاية إعزاز فلا
تجتمع هي وإذلال الكفر أبداً ، والولاية صلة ، فلا تجامع معاداة الكفر أبداً
"[21]
أدلـة السنـة
علي عدم
جواز تولية غير المسلم
على
المسلمين في أمر من
الأمور
ــــــــــــــ
فمنها
:
1)عن
عائشةt أن رسول الله r خرج
إلي بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند
الحرة فقال : إني أردت أن اتبعك وأصيب معك ، قال : تؤمن بالله ورسوله ، قال:لا. فقال : ارجع, فلن أستعين بمشرك. ثم لحقه عند الشجرة ففرح بذلك أصحاب الرسول r وكان له قوة وجلد .قال : تؤمن بالله ورسوله" قال:لا.
فقال
: ارجع, فلن أستعين بمشرك. ، ثم لحقه حتى
ظهر علي البيداء ، فقال له مثل ذلك .
قال
: تؤمن بالله ورسوله" قال: نعم ،
فخرج معه "[22]
فإذا
كان لايستعان به ، فكيف نجعله مُعاناً ، وقيماً وإماماً ؟!
قال
البيهقيّ في السنن الكبرى للبيهقي (10 /
126)
35-
باب لاَ يَنْبَغِى لِلْقَاضِى وَلاَ لِلْوَالِى أَنْ يَتَّخِذَ كَاتِبًا ذِمِّيًّا
وَلاَ يَضَعَ الذِّمِّىَّ فِى مَوْضِعٍ يَتَفَضَّلُ فِيهِ مُسْلِمًا ... عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- :« لَنْ
أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ ». وَاللَّفْظُ عَامٌّ
".
2)
قول النبي r "..... إلا أن تروا كفرابواحاً عندكم
فيه من الله برهان"[23]
هذا إذا طرأ عليه الكفر
فكيف إذا كان كافراً من الأصل ؟! .
3) وقال النبي r : الإسلام يعلو ولا يعلي عليه[24]
فكيف
إذا جعلوا الكفر ذروة سنام الأمة المسلمة؟!
وعن
ابن عباس فى اليهودية والنصرانية تكون تحت
النصرانى أو اليهودى فتسلم هى قال: " يفرق بينهما , الإسلام يعلو ولا يعلى 26". هذا في أَمَة فكيف بأُمَة ؟!!
4ـ وعن أبي حميد الساعدي أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع إذا هو بكتيبة خشناء
، فقال من هؤلاء؟ فقالوا: هذا عبد الله ابن أبي بن سلول في ستمائة من مواليه من اليهود
أهل قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام قال: وقد أسلموا ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال:
قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين 27" .
5ـ عن خبيب بن أساف قال: خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن نسلم فقلنا إنا نستحي
أن يشهد قومنا مشهداً ولا نشهده معهم، فقال: أأسلمتما قلنا: لا. قال: فإنا لا نستعين
بالمشركين على المشركين " 28.
وقد فسر الصحابة هذه الأحداث خير تفسير وبينوها خير بيان
كما قال النبيr " ما
أنا عليه اليوم وأصحابى " ومن تفسيرهم
هذه الآثار:
4)
عن أبى موسى الاشعريt قال
: قلت لعمرt إنى لي كاتباً نصرانياً قال : مالك ؛ قاتلك الله !
أما
سمعت الله تعالي يقول " يأايها الذين ءامنو لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ، ومن
يتولهم منكم فإنه منهم " ألا اتخذت حنيفياً ؟!
قال:
قلت ياأمير المؤمنين لي كتابته وله دينه.
قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله " 29ا.هـ
5)وكتب
عمر إلي عماله: أمابعد: فإن من كان قبله كاتب من المشركين فلا يعاشره ولايوازره
ولايجالسه ولا يعتضد برأيه فإن رسول اللهr لم يأمر باستعمالهم ولا خليفته من بعده.."
6)ووردعليه
كتاب معاوية بن أبي سفيان t أما بعد يا أمير المؤمنين
فإن في عملي كاتباً نصرانياً لا يتم أمر الخراج إلا به ،فكرهت أن أقلده دون أمرك ؛
فكتب إليه عافانا الله وإياكم ،قرأت كتابك
في أمر النصراني ، أمابعد : فإن النصراني قد مات والسلام ".
وكتب
عمر t إلى أبي هريرة t: ولاتستعن في أمر من أمور المسلمين بمشرك
وساعد علي مصالح المسلمين بنفسك "30[25]
وكتب
عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى بعض عُماله : أما بعدُ : فانه بلغني أن في عملك
كاتباً نصرانياً ، يتصرف في مصالح الاسلام ، والله تعالي :يقول ياأيها الذين ءامنوا
لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواٍ ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار
أولياء ، واتقوا الله إن كنتم مؤ منين " فإذا أتاك كتابي هذا فادعو حسان بن
زيد = يعني ذلك الكاتب =إلى الاسلام فإن أسلم فهو منا ونحن منه وإن أبي فلا تستعن
به ، ولا تتخذ أحداً علي غير دين الاسلام في شئ من مصالح المسلمين فأسلم حسان وحسن
إسلامه "ا.هـ
وقال
أبو طالب : سألت أبا عبد الله الامام أحمد بن حنبل :
يستعمل
اليهود ى والنصراني في أعمال المسلمين مثل الخراج ؟!. قال : لايستعان بهم في شئ !!31
ا.هـ
وفي
هذه الاثار تفسير عملي لآيات القرآن الكريم وأحاديث النبى r بما لا يدع مجالاً لكلام .
لصراحة
هذه الاثار في عدم الاستعانة بغير المسلمين في أمر من أمور المسلمين . فضلاً عن
كونها واردة عن خليفة راشد أمرنا باتباع سنته وهو الفاروق t قال النبي r : اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر32
"[26]
وقال
" عليكم بنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي ، عضوا عليها بالتوحيد
واياكم ومحدثات الامور " الحديث33 . [27]
اضف
إلى ذلك هذا الاجماع من الصحابة علي ذلك الامر لان هذه الامر من الخليفة أمر مشتهر
فلو كان ثم معارضة له لعلمت ، ولكن أني ذلك ؟! ثم في هذه الاثار النهي عن
الاستعانة به في كل أمر صغُر أم كبر ، حتي الولايات الصغري ، فكيف بالولاية العظمى
؟!
وعليه
؛ فلا يستعمل غير المسلم في أمر من أمور المسلمين ولا يرفع بعد أن وضعه الله ، ولا
يعز بعد ان اذله الله. قال الشيخ الفوزان
حفظه الله:
"
ومن هذه النصوص تبين لنا تحريم تولية الكافر اعمال المسلمين التى يتمكنون بواسطتها من الاطلاع علي أحوال المسلمين
واسرارهم ويكيدون لهم بإلحاق الضرر بهم 34"[28]
الإجـمـاعــــات
أضف
إي كل ما سبق – حتى لا ندع كلامً لمتكلم ولامجالاً لجهل جاهل او غرض مغرض ـ أضف
الي ذلك الاجماعات الثابتات عن الائمة الاثبات.
قال
الامام ابن حزم رحمه الله:
" واتفقوا ان الامامة
لاتجوز لامرآة ولالكافر ، ولا لصبي لم يبلغ 35"[29]
وقال الامام ابن المنذر رحمه الله:
أجمع
كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن الكافر
لاولاية له علي المسلمين بحال 36"[30] ا.هـ
ونقل
الاجماع علي ذلك غير واحد من الأئمة عليهم
الرحمة بل الامة علي ذلك مجمعة والحمدلله رب العالمين وفي الأثر أن الأمة لا تجتمع
علي ضلالة !!.
فإن
قيل ولكنّا نراهم أهل صدق وأمانة وثقة
وعمل !!.
فالجواب
. ماعقده ابن القيم الامام رحمه الله عليه . في أحكام أهل الذمة :فصل : في سياق الايات الدالة علي غش
أهل الذمة للمسلمين وعداوتهم وخيانتهم وتمنيهم السوء لهم ، ومعاداة الرب تعالي لمن
أعزهم ووالاهم أو ولاهم أمور المسلمين " قال تعالي :
" ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا
المشركين أن ينـزل عليكم من خير من ربكم ..." الاية
وقال
"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم
من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم "
وقال
تعالي لرسولهr :
"
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدي ولئن
اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير "
ثم ذكر قوله تعالى"ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا
بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما
تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الأيات إن كنتم تعقلون"
وقال تعالى"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من
الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلو السبيل والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله
ولياً وكفى بالله نصيراً"
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباًمن الكتاب يؤمنون بالجبت
والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلاً أولئك الذين
لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً"
وقال تعالى مبشراً لمن والاهم بالعذاب الأليم :
"بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون
الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً"
وقال تعالى"ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا
لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفى العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون
بالله والنبي وما أنزل إليه مااتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون "37
وقال تعالى"كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم
إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بأيات الله ثمنا
قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانو يعملون
لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون"
وقال تعالى" ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءابائكم
وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم
الظالمون"
وقال
تعالى"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو
كانوا ءابائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم00000"
وقال تعالى" ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله
عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا
يعملون"
وقال تعالى" ياأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوى
وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق 0000000000000إلى
قوله تعالى "قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم
إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة
والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده0000000"
وقال تعالى" ياأيها الذين ءامنوا لا تتولو قوما غضب
الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور"
وقال تعالى" ياأيها الذين ءامنوا إنما المشركون
نجس"
وقال تعالى"هاأنتم أولاء تحبونهم ولايحبونكم
وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا ءامنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من
الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم
سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون
محيط"
وقد أخبر سبحانه عن أهل الكتاب أنهم يعتقدون أنهم ليس
عليهم إثم ولا خطيئة فى خيانة المسلمين وأخذ أموالهم
فقال تعالى"ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده
إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم
قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"
والأيات فى هذا كثيرة وفي بعض هذا كفاية00000[31] أ0هـ
وآثارنا الإطالة في ذكر الأدلة علي غشهم وعداوتهم لشيوع
هذه المقالة الفاسدة في هذا الزمان بأنهم أهل صدق وإخلاص ، سبحانك هذا بهتان عظيم.
ـــــــــــــ
أما قول من قال بالجواز !!لأن يوسف عمل للحاكم الكافر .
فهذا من عجائب الدهر وقواصم الظهر التي تطيح بقائلها فلا تبقي له
ولاتذر
فإن أحداً من أهل العلم لم يقل بهذا قط ، ولا الآية تدل
عليه ، وإنما استدلوا به علي جواز عمل المسلم عند الرجل الفاجر أو السلطان الكافر
بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه في فعل لا يعارضه فيه فيصلح منه ما شاء ، وأما إذا كان عمله بحسب اختيار الرجل
الفاجر وشهوته وفجره ، فلا يجوز ذلك
وقال قوم : إن
هذا كان ليوسف خاصة .وهو اليوم غير جائز .
بناءً علي الخلاف الأصولي حول موضوع هل شرع من قبلنا شرع
لنا إذا لم يأت ما يخصصه من شرعنا ؟![32]
فاذا
كان الخلاف حاصل في عمل المسلم تحت السلطان الكافر في بلاد الكفر مع الاتفاق علي
أنه يعمل لتحصيل المصالح العامة وتنفيذ شرع الله قدر الطاقة فكيف يستدل .مع ذلك . على جواز الولاية للكافر أصلاً ؟!
ثم
هذا قياس -لو سلمنا به قياسا- فاسد وباطل لأنه في مقابل نص بل نصوص كما مر معنا .
كما
أنه فاسد الاعتبار لمفارقة المقيس للمقيس عليه فهذا المسلم كان في بلاد الكفار
ويريد إصلاح ماأفسدوه .
وأما
ذلك الكافر فيريد إفساد أحوال المسلمين " ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواهم
وما تخفي صدورهم أكبر " وعليه فإن الاول كان تمكين ليوسف r فهل يريد القائل بهذا التمكين للكفر ، نعوذ
بالله من الخذلان !!.
ثم
بعد ذلك كله فإنه لا دليل علي كفر حاكم
مصر أيام يوسف ، وفى هذا خلاف بين أهل العلم هل كان كافراً كفرعون موسى ؟! أم لا؟!
ولا دليل "فثبت العرش ثم أنقش"
ثم
لو سلمنا بكفره فقد سبق الجواب والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولاقوة إلابالله
.
ــــــــــــــ
ـ
وهنا مسألة في تغلب الكافر على حكم المسلمين :
ــــــــــــــــــــــــ
قال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية - (2 / 57)
قوله
: ( وشرطه الإسلام وحرية ) : أي شرط الإمام الذي يكون خليفةً على المسلمين الإسلام
وهذا
لا بد منه لا يمكن أن يتولى على المسلمين غير مسلم أبداً ، بل لا بد أن يكون
مسلماً ، فلو استولى عليهم كافرٌ بالقهر وعندهم فيه من الله برهان أنه كافر بأن
كان يعلن أنه يهودي أو نصراني مثلاً ، فإن ولايته عليهم لا تنفذ ولا تصح وعليهم أن
ينابذوه ، ولكن لا بد من شرطٍِ مهم وهو القدرة على إزالته ، فإن كان لا تمكن
إزالته إلا بإراقة الدماء وحلول الفوضى فليصبروا حتى يفتح الله لهم باباً لأن
منابذة الحاكم بدون القدرة على إزالته لا يستفيد منها الناس إلا الشر والفساد
والتنازع وكون كل طائفة تريد أن تكون السلطة حسب أهوائها " أ.ه
وفي ذلك حديث عبادة بن الصامت في (الصحيحين) وغيرهما, وفيه: ((على أن
لا ننازع الأمر أهله, إلا أن تروا كفراً بواحاً, عندكم من الله تعالى فيه برهان)).
وحديث عوف بن مالك في شأن أئمة الجور, وفيه: أفلا ننابذهم يا رسول الله؟
قال: ((لا, ما أقاموا فيكم الصلاة)), وغير ذلك من الأدلة.
قال الحافظ في فتح الباري - ابن حجر - (13 / 7) :
"...قال ابن بطال في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو
جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من
الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء وحجتهم هذا الخبر وغيره مما
يساعده ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز
طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها كما في الحديث الذي بعده"
أ,ه.
فلابد
من القدرة ، ومعلوم أن القدرة مناط التكليف ؛ قال الله تعالى : لايكلف الله نفسا
إلا وسعها " وقال :" فاتقوا الله ما استطعتم " وعن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر
رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول مانهيتكم عنه
فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم
واختلافهم على أنبيائهم " رواه البخاري ومسلم ، وغيرها
من الآيات والأحاديث في هذه البابة .
ولأن خلاف ذلك قتل للنفس بغير
حق وإلقاء لها في التهلكة ؛ قال تعالى : { وَلاَ تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلى التّهْلُكَةِ}
وقال سبحانه :{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً
}
فنسأل الله جل وعلا ألا يسلط
علينا كافرا ولا فاجرا ، وليعلم المسلمون أن تسليط الكفار على المسلمين يكون بما كسبت أيديهم وتأمل هذا الكلام جيدا
فإنه نفيس فقد قال العلامة الشنقيطيّ في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن -
(3 / 52):
"..المشكلة الثانية: هي
تسليط الكفار على المؤمنين بالقتل والجراح وأنواع الإيذاء ـ مع أن المسلمين على
الحق والكفار على الباطل.
وهذه المشكلة استشكلها أصحاب
النَّبي صلى الله عليه وسلم. فأفتى الله جل وعلا فيها، وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية
تتلى في كتابه جلَّ وعلا.وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين يوم أحد: فقتل عم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، ومثل بهما، وقتل غيرهما من المهاجرين، وقتل
سبعون رجلاً من الأنصار، وجرح صلى الله عليه وسلم، وشُقَّت شفته، وكسرت رباعيته،
وشج صلى الله عليه وسلم.
استشكل المسلمون ذلك وقالوا:
كيف يدال منا المشركون؟ ونحن على الحق وهم على الباطل؟ فأنزل الله قوله تعالى:
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى
هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [3/165].
وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ مِنْ
عِندِ أَنْفُسِكُمْ} ، فيه إجمال بينه تعالى بقوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ
وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ
فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ
مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا} -الى قوله -: {لِيَبْتَلِيَكُمْ} [3/152].
ففي هذه الفتوى السماوية بيان
واضح. لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين، وتنازعهم في الأمر،
وعصيانهم أمره صلى الله عليه وسلم، وإرادة بعضهم الدنيا مقدماً لها على أمر الرسول
صلى الله عليه وسلم. وقد أوضحنا هذا في سورة "آل عمران" ومن عرف أصل
الداء. عرف الدواء. كما لا يخفى.
المشكلة الثالثة:
هي اختلاف القلوب الذي هو أعظم
الأسباب في القضاء على كيان الأمة الإسلامية. لاستلزامه الفشل، وذهاب القوة
والدولة. كما قال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}
[8/46].
وقد أوضحنا معنى هذه الآية في
سورة «الأنفال».
فترى المجتمع الإسلامي اليوم
في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء، وإن جامل بعضهم بعضاً فإنه لا
يخفى على أحد أنها مجاملة، وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لذلك.
وقد بين تعالى في سورة «الحشر»
أن سبب هذا الداء الذي عَمت به البلوى إنما هو ضعف العقل. قال تعالى:
{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [59/14]، ثم ذكر العلة لكون قلوبهم
شتى بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} [59/14]، ولا شك أن داء
ضعف العقل الذي يصيبه فيضعفه عن إدراك الحقائق، وتمييز الحق من الباطل، والنافع من
الضار، والحسن من القبيح، لا دواء له إلا إنارته بنور الوحي. لأن نور الوحي يحيا
به من كان ميتاً ويضيء الطريق للمتمسِّك به. فيريه الحق حقاً والباطل باطلاً،
والنافع نافعاً، والضار ضاراً. قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً
فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ} [6/122]، وقال
تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ} [2/257]، ومن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق، لأن ذلك النور يكشف
له عن الحقائق فيريه الحق حقاً، والباطل باطلاً، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي
مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ} [67/22]، وقال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا
الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي
الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ} [35/19-22]، وقال تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ
كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً}
[11/24]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الإيمان يكسب الإنسان حياة بدلاً من
الموت الذي كان فيه، ونوراً بدلاً من الظلمات التي كان فيها.
وهذا النور عظيم يكشف الحقائق
كشفاً عظيماً. كما قال تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} إلى
قوله: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الاٌّمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ
عَلَيِمٌ} [24/35]، ولما كان تتبع جميع ما تدل عليه هذه الآية الكريمة من هدي
القرآن للتي هي أقوم، يقتضي تتبع جميع القرآن وجميع السنة لأن العمل بالسنة من هدي
القرآن للتي هي أقوم. لقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [59/7]، وكان تتبع جميع ذلك غير ممكن في هذا الكتاب
المبارك، اقتصرنا على هذه الجمل التي ذكرنا من هدي القرآن للتي هي أقوم تنبيهاً
بها على غيرها والعلم عند الله تعالى " أ.ه.
هذا
مايسر الله جمعه في هذه المسألة فما كان من خير من الله وما كان من سوء فمن نفسي
وأستغفر الله منه ؛ وصلى الله على النبي وآله وصحبه وسلم ،
والحمد لله رب العالمين
[1]الولاء والبراء للفوزان ص،1ـ2
[2] النجاة والفكاك لحمد بن عتيق
صــ14ـــ
[3]الولاء والبراء للقحطانى صـ46ــ بتصرف .
[4]مجموع
الفتاوى 4/ج 8صـ203
[5]أحكام
أهل الذمة صـ1/179ـ 0
[6]معجم الفروق اللغوي لابو هلال العسكري حرف
الخاء ، رقم 864
[7]كما
سيأتى.
[8]كما
سيأتى في التعريف الاصطلاحي.
[9]أي
الخليفة السابق عليه.
[10]الأ
حكام السلطانية للماوردى صــ5 طبعة
الثالثة الحلبي القاهرة.
[11]المواقف
للايجي صـ395 عالم الكتب بيروت.
[12]المقدمة
لابن خلدون صـ 190ـ ط الرابعة دار الباز مكة .
[13]الإمامة
العظمي للدميجي صـ32ـ دار طيبة
طـ الاولي 1407 هـ . 1987م
[14]الإمامة
العظمى للدميجي صـ235ـ ط دار طيبة.
[15] ومعلوم
أن الامر هنا شرعى وليس كونياً فقد تولي
الظالمون وهذا أمرمعلوم .
[16] احكام
القرأن 1/267.
[17] المحرر
الوجيز3/207
[18]الأحكام
1/295 .
[19]مجموع
الفتاوى م 14 ج28 صـ350،351
[20]الاية
28 ال عمران
[21]أحكام
أهل الذمة صـ179ـ ط . دار الحديث
[22]رواه
أحمد ومسلم وغيرهما
[23]البخاري.
26وحسنه
الإمام الالباني رحمه الله في
الإرواء -2630 27 ـ حسنه
الألبانيّ في الصحيحة 1101.
28ـ السابق .
29ـ انظر الإرواء 2630 30ـ انظر أحكام أهل الذمة للامام ابن القيم رحمه الله صـ158،159 ط . دار
الحديث .القاهرة .
[31]أحكام
أهل الذمة صـ177ـومابعدها 0
[32]انظر
تفسير القرطبي للاية . والموالاة والمعاداة لمحماس الجلعود ج2 ص877 طــ الاولى دار
اليقين