أربعون حديثاً
فى منهاج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَ لهُ ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ؛ وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ،وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1] . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70, 71]
أمّا بعدُ ؛فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ وأحسن َالهدي هديُ محمدٍ وشرَ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ وكلَّ ضلالةٍ في النارِ.
أمَّا بعدُ ؛فإنَّ الحقَّ واحدٌ "فَمَاذَا بَعْدَ الحقِّ إِلَا الضَّلّالُ"،وأهلُ الحقِّ أمةٌ واحدةٌ"وَمِمّنْ خَلقنَا أَمّةٌ يَهْدُونَ بِالحقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" وَهذهِ الأمةُ هم أتباعُ الأنبياءِ فى كلِّ مكانٍ، وكلِّ زمانٍ "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " ؛سبيلُهم واحدةٌ ؛دلَّهم اللهُ ـ تعالى ـ عليها ،وحذرَهم ضدَّها"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتبِعُوهُ وَلَا تَتَبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَقُونَ" وَسَبيلُ اللهِ هو ما كانَ عليهِ رسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلمَ وأصحابُهُ ـ رضِى اللهُ عنهم،قال تعالى:"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدعُو إِلى اللهِ على
بصيرةِ أنا ومنِ اتبعنى وسبحانَ اللهِ وما أنا منَ المشركينَ"
وهذهِ السبيلُ مبناها على أَنّهُ:
1ـ لَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَا بِإِخْلَاصٍ وَمُتَابَعَةٍ:
ــــــــــــــــــ
قَالَ تَعَالَى:" قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدا "
1ـ عَنْ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ،وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ"
البخارى 1 ومسلم 1907"
2ـ وَ عَنْ عَائِشَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» "البخارى 2550 ومسلم 1718"
فَلَابُدَ لِلْعَمَلِ أَن يَكُونَ خَالِصًا لله عَلَى سَنَنِ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ ـ فَلَا يَنفَعُ المُتَعَبِدَ إِخْلاصُهُ حَتَى يَتَسَنَنَ ،وَلَا المُتَسَنِنَ تَسَنُّنُهُ حَتَى يُخْلِصَ ؛فَكَيفَ بِغَيرِهِمَا؟! الذي لم يخلص ولم يتسنن.
ـ وَهَذَا تَحْقِيقُ الشَّهَادَةِ التِى بِهَا إِسْلَامُهُ:أَنَّ مَعْبُودَهُ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ،وَمَتبُوعَهُ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ فِى مَتبُوعِيتِهِ.
2ـ وَ أَنَّ الدِّينُ نَفْىٌ وَإِثْبَاتٌ :
ــــــــــــــــ
قال تعالى:" فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
3ـ عَنْ أَبِي مَالِكٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مَنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ " مسلم 23
4ـ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» مُسلمٌ 867
فلا تصحُّ دعوةُ داعٍ حتى يحذِّرَ من الشركِ والمشركينَ وهو يدعو الناسَ إلى توحيدِ اللهِ ربِّ العالمينَ
ويحذرَ من البدعِ والمبتدعينَ وهو يدلُّ الناسَ على سبيلِ سيدِ ولدِ آدمَ أجمعينَ ـ صلى الله
عليه وسلم.
ـ كَما أنَّه لا يصحُّ إيمانٌ إلا بكفرانٍ ،ولا توحيدٌ إلا بنبذِ شركٍ ،ولا سنةٌ إلا بتركِ بدعةٍ،ولاطاعةٌ إلا بعدولٍ عن معصيةٍ ،ولا جماعة إلا مع التحذير من الفرقة...
3ـ وَ الدَّعْوَةُ إِلَى التَّوحِيدِ أَولاً وَآخِرًا، فِى كلِّ مَكانٍ وَزَمانٍ:
ـــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى:"وَمَا خَلَقْتُ الجنَّ وَالإنسَ إلا لِيعْبدُونِ" يعني : إلا ليوحدونى.
وَذلكَ فى كلِّ زمان ٍومكانٍ ، ولا يكونُ إلا بالدعوةِ على سَنن
ِالأنبياءِ ،
والوسائلُ لها أحكامُ المقاصدِ بضوابطها.
5ـ عن ابْنَ عَبَّاسٍ قالُ: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ اليَمَنِ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ" البخارىُّ 7372 ومُسلمٌ 19.
6ـ عن عَائِشَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا "
البخارىُّ 435 ومُسلمٌ 531.
فإذا كانت الدعوةُ إلى التوحيدِ على فراشِ الموتِ!وساعة الاحتضارِ؛فأىّ وقتٍ سواها من بابِ أولى ،فى السفرِ و الحضرِ ،وفى السلمِ والحربِ ،وفى المنشطِ
والمكرهِ ؛ وفي هذا أكبر ردّ على الذين
يقولون : ليس هذا وقته ، فضلا عن الزنادقة الذين يقولون أنّ الكلام في التوحيد
يفرق الأمة !!
4ـ والسنة كمال التوحيد:
ـــــــــــــــ
قَالَ تَعَالَى:" وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ "
فجعل العصمة في
القرآن ، وكونَ الرسول فيهم وَ أمَّا بعدَ مماتِهِ ففي " رِسَالَتُهُ" تَعْمَلُون بِهَا فمن فعل ذلك فقد عُصم ،
وهُديَ إلى صراط مستقيم .
7ـ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» البخارىُّ 15 ومُسلم ٌ44
فسنتُهُ مقدمةٌ على كلِّ المحابِّ ؛وإلا ففى الإيمانِ خللٌ!
وقالَ تعالَى:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
فحبُّ اللهِ تعالى ـ ركن ُالتوحيدِ الأعظمُ ـ مقيدٌ باتباع ِالنبىِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ.
5ـ و السُّنَّةُ وَحىٌ مِنَ اللهِ:
ـــــــــــــــــــــــــ
قَالَ تَعَالَى:"إِن ْهُوَ إِلَا وَحْىٌ يُوحَى".
8 ـ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ "
رواه أحمدُ 17174 وغيرُهُ، وهو مخرجٌ في (تخريجِ المشكاةِ) (163 و4247)
6ـ وَ الدَّينُ كاملٌ، وَ أحكامُهُ تشملُ جميعَ النازلاتِ:
ــــــــــــــــــــــ
قالَ تعالَى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً"
9ـ عن الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ بَعْدِي عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ»
رواه أحمدُ17142 ابنُ ماجه 5 وأبو نعيمٍ فى مستخرجِه 2وابنُ أبى عاصمٍ ،وانظرظلالَ الجنةِ 48ص 26
ـ فَمنْ زعمَ أنَّ نازلةً لا نجدُ لها حُكمًا فى الشرع ِ؛فقد كذّبَ اللهَ ـ عز وجل ـ ورسولَهُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وكذَبَ على الله ِورسولِهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ .
ـ وحَكمَ على الشريعةِ بالنقصان ِ؛فكيفَ يزعم ُالمطالبةَ بتطبيقِها إذا كانت عندَهُ ناقصةً؟!
7ـ وَ العِصْمةُ فى التمسُّك ِبالكتابِ والسنة ِبفهمِ الصحابةِ ـ رضى اللهُ عنهم
ـــــــــــــــــــــ
قالَ تعالَى:" فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
و قالَ سبْحانَهُ:" قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
فالسبيلُ دعوةٌ إلى اللهِ"توحيدٌ ونبذٌ للشركِ"على بصيرةٍ"سنةٌ وترك ٌللبدعِ"على ما
كانَ عليهِ النبىُّ صلى اللهُ عليه وسلم َوأصحابُهُ"أنا ومنِ اتبعَنِى".
10ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "
رواه ابنُ ماجه 3074ومالكٌ فى الموطأ مرسلًا1874 والآجرىُّ فى الشريعةِ 1704 وابنُ عبدِ البرِّ فى
جامعِ بيان ِالعلمِ 1389 وغيرُهم، وله شاهدٌ من حديثِ جابرٍ خرَّجهُ العلامةُ الألبانىُّ في "سلسلةِ الأحاديثِ الصحيحةِ" "1716"
11ـ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ، قَالَ «أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ» قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»
مُسلمٌ 2531
12ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ قَالَ: قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا، وَقَالَ: «النَّاسُ حَيِّزُ، وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزُ» . رَواه أحمدُ11167 وغيرُهُ انظرْ الإرواءَ 5/10 وقالَ
الهيثمىُّ فى المجمع حديث 16393:"
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ تَقَدَّمَ فِي الْهِجْرَةِ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْجِهَادِ، وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ."
13ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلٌ بِمِثْلٍ , حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ , حَتَّى لَوْ أَنَّ فِيهِمْ مِنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ , وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً , وَسَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فَرَقَةً , كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً» , قَالُوا: وَأَيُّ مِلَّةٍ تَنْفَلِتُ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»
رواهُ الترمذىُّ 2641 والحاكمُ 444 والآجرىُّ فى الشريعةِ
23،24 والطبرانىُّ فى الكبير 62 وابنُ بطةَ فى الكبرى 265 واللالكائىُّ 147
وغيرُهم وانظرْ السّلسةَ الصّحيحةَ 1348
8 ـ وَ الصَّحَابَةُ خَيرُ النَّاسِ ـ بَعْدَ الأَنبياءِ ـ جُملة ًوأفرَادًا:
ــــــــــــــــ
قالَ تعالَى :" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ "
14ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ» البخارىُّ2652 ومسلمٌ 2533
15ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ»
البخارىُّ 3673 ومسلمٌ 2540
9 ـ وَ سَبيلُ اللهِ فيمَا رَسمَهُ رَسُولُ اللهِ ومنْ حادَ عنهُ؛ سَلكَ غيرَهُ. والحقُّ واحدٌ والباطلُ كثيرٌ:
ـــــــــــــ
16ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَالَ هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ثمَّ قَرَأَ (إِن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ)الْآيَة.
رواهُ أحمدُ 4142 والنسائىُّ 11109 والدارمىُّ 208 وابنُ
حبان 6،7 والحاكمُ 3241 وصححهُ وغيرهم وانظرْ مشكاةَ المصابيح ِ166.
ـ فَمنْ لمْ يَكنْ سُنيًّا سَلفيًّا على الجادَةِ فَهُو زَائِغٌ مُبتدِعٌ سَالِكٌ سُبُلَ الشَّياطينِ. وَلا كَرامةَ!.
10ـ وَالمبتدِعَةُ ـ مَهما بَلغتْ عبادتُهم ـ شرٌّ من العُصاةِ ؛فَكيفَ يُوازن ُلهم؟!
ـــــــــــــــ
قالَ تعالَى:"فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
فغيرُ الاتباعِ هوًى وضلالٌ ـ مهما كانَ أو يكونُ ـ ولا ثالثَ.ثمّ استفهمَ مستنكرًا من يكونُ أضل َ ممن خالفَ الهدى واتبعَ الهوى ؟!؛ إنَّ هؤلاء ظالمونَ
لأنفسِهم ولأتباعِهم! يحملون أوزارَهم وأوزارَ من تبعَهم.
17 ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلاَ يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي القِدْحِ فَلاَ يَرَى شَيْئًا، وَيَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلاَ يَرَى شَيْئًا، وَيَتَمَارَى فِي الفُوقِ» البخارىُّ 5058 ومُسلمٌ 1064
فَوصفَهُم كالمترجم لهم بعظيمِ الأعمالِ حتى إنَّ الصَّحابةَ يحقرونَ عملَهم مع عملِهم ومع َذلكَ لم يوازنْ لهم ،بل حَكمَ عليهم بما حَكمَ! "يمرقُونَ من الدِّين ِ""شرُّ قَتلَى تحتَ آديمِ السَّماءِ""كِلابُ أهلِ النَّارِ".... حتى قال "لإن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد..." وأمَّا من وقع في
معصية ففي الحديث :
18ـ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُمَّ العَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» البخارىُّ 6780
وليس في هذا
تهوين للمعاصي ؛ بل هي شر ووبال ولكن المراد بيان الفارق بالمقارنة بين هذا وذاك.
11ـ فَكُلُّ مَنْ حَادَ عَنِ مِنهاجِ الُّنبوةِ فَهو متوعدٌ بالنّارِ وهم فرقٌ كثيرةٌ وفى الجنّةِ واحدةٌ:
ـــــــــــــــــــــ
قالَ تعالَى :" وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً "
كَما قالَ مِن قبلُ "وإنْ تَولَوا فَإنّمَا هم فى شِقاقٍ"لمَا لم يَسلكُوا الطريقَ القَويمةَ كانوا ـ ولابد ـ فى شقٍّ وأنتم فى شقٍّ كانوا على سبيلٍ غيرِ السبيلِ ،ثم هم بعد ذلك أنفسهم في شقاق وافتراقٍ فيما بينهم.
19ـ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: "فَمَنْ" "البخارىُّ7320
وَقالَ تعالَى :" وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ "
فَتبِعَتهُم الأمّةُ فى تَفرقِهم!ونَجَّا اللهُ ـ تعالَى ـ واحدةً.
قالَ تعالَى:" وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ "على مرِّ الأزمانِ حتى يأتى أمرُ اللهِ.
20ـ عَنْ مُعَاوِيَةَ، قالُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ»
البُخارىُّ 7311 ومسلمٌ 1037
وهمْ منْ كانَ على مثلِ ما كانَ عليه النبىُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وأصحابُه ـ رضى اللهُ عنهم ـ .
12ـ وَهذهِ الفِرق ُالهالِكةُ المُخالِفة ُلمنهاجِ النبوةِ باقيةٌ إلى آخرِ الزمانِ:
ـــــــــــــــــــ
قالَ تعالَى:" هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ "
21ـ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ» رواه أحمدُ 6871 وأبو داود 2482 وابنُ ماجه 174 وغيرُهم وانظرْ السّلسلةَ الصّحيحةَ 2455.
وفى حديثِ حذيفةَ ـ الأتى
ـ"...فاعْتزلْ تلكَ الفرقَ كلَّها.."وذلكَ فى آخرِ الزمانِ.
فمنْ ينكرُ وجودَها الآنَ فهو مكذبٌ للوحى شاءَ أم أبى !.
ـ ثم هى باقيةٌ لبقاءِ سببِها وهوتقليدُ اليهودِ والنصارى!
ـ وفيه أن هذه الجماعات فرق ؛ لأنها خالفت الفرقة الناجية ، ووافقت
الفرق الهالكة في بعض أصولها.
13ـ ويجب البعدُ عن أهلِ البدع ِوعدمُ الاغترورِ بالنفسِ:
ـــــــــــــــــــ
قال تعالى:" وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
22ـ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ مِنْهُ؛ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْأً مِنْهُ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَالِ، فَلْيَنْأً مِنْهُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَلَا يَزَالُ بِهِ لِمَا مَعَهُ مِنَ الشُّبَهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ "
أحمدُ 19875 وأبو داودَ 4319 وغيرُهما وصححه الألبانىُّ فى المشكاةِ 5488.
23ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ» مُسلم ٌ7
والاشتراك في الاسم اشتراك في الحكم ،وإن تفاوت بحسبه .
14ـ ويجبُ لزومُ جماعةِ المسلمينَ وإمامَهم واعْتزالَ الفرقِ والأحزابِ جميعًا:
ــــــــــــــــــــــــــــ
قالَ تعالَى " وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ "
24ـ عن حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» البخارىُّ 7084 ومسلمٌ 1847
15ـ ويجبُ السمعُ والطاعةُ فى المعروفِ لولاةِ أمرِ المسلمينَ ،والصبرُ فى الجورِ والظلمِ:
ــــــــــــــــــ
قال
تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
فقال منكم
فطالما كان مسلما فله الطاعة في المعروف؛ ولاطاعة في معصية الله ولا ننزع يدا من
طاعة كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
25ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"
البخارىُّ 7053 ومسلمٌ 1849
26ـ عن عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا» قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ"
البخارىُّ 7052 ومسلمٌ 1843
16ـ و لا خروجَ على ولاةِ الأمرِ إلا معَ الكفرِ البواحِ والقدرةِ:
ـــــــــــــــــــــــ
وقالَ تعالَى:"وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُون قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ"
وشرع من قبلنا
شرع لنا مالم يخالف شرعنا ؛ لا سيما وقد جاءت شريعة موسى ـ عليه السلام ـ بالجهاد وهو ما لم يشرع لمن قبله من الأنبياء ، ومع ذلك قال الله تعالى له " اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا
لينا لعله يتذكر أو يخشى " فتأمل أمرهما بالذهاب إليه فنصيحة السلطان إنما تكون " عنده " لا في الميادين مع أنه
أكفر الكافرين وأظلم الظالمين ثم أمرهما أمرا آخر وهوالرفق واللين لا السب والشتم.
27ـ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا أَصْلَحَكَ اللهُ، بِحَدِيثٍ يَنْفَعُ اللهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ»، قَالَ: «إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيه برهان" البخارىُّ 7056 ومسلم ٌ1709
واشتراطُ القدرةِ لأنها مناطُ التكليفِ"فاتقُوا اللهَ ما استطَعْتُم".وفى عدمِ اشتراطِها من إزهاقِ الأنفسِ سدًى ،وسَبى الحريمِ ،ووأدِ الذريةِ وضياع ِالأموالِ والممتلكاتِ والقضاءِ على المسلمينَ! فالواجب حينئذ إعداد العدة وبناء القوة
وأولها القوة الإيمانية إذ مالا يتم الواجب إلا به فهو
واجب.
17ـ والخروجُ كما يكونُ بالسنانِ يكونُ باللسانِ بل هو أصلُهُ ولا يكونُ إلا بهِ!
ــــــــــــــــــ
28ـ عن أبى سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا، أَتَاهُ ذُو الخُوَيْصِرَةِ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقَالَ: «وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ». فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ؟ فَقَالَ: «دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ، - وَهُوَ قِدْحُهُ -، فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ، إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ"
البخارىُّ 3610 ومسلمٌ 1064
ومن راجع آثار السلف وجد ذلك واضحًا ،ولذلك وجدنا في كتب
الفرق "الخوارج القعدية :"الذين يزينون الخروج ولا يباشرونه بأيديهم
" .
18ـ والإيمانُ قولٌ وعملٌ، يزيدُ وينقصُ:
ــــــــــــــــــ
قال تعالَى:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "
29ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» البخارىُّ 9 ومسلم ٌ35
19ـ وصفاتُ الربِّ العلىِّ ثابتةٌ كما جاءتْ منْ غيرِ تأويلٍ ولا تعطيلٍ ومن غيرِ تكييف ٍولا تمثيلٍ ومن غيرِ تفويضٍ فى المعنى:
ـــــــــــــــــ
قاَلَ تعالَى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"
30ـ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ» البخارىُّ 7375 ومسلمٌ 813
قولُه "صفة الّرحمنِ" مفردٌ مضافٌ يعمُّ ؛ففيها إثباتُ الصفاتِ، وعدمُ تعطيلِها.
31ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ»
الترمذىُّ1924 وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ،وغيرُه.
ـ فأثبتَ الصفةَ على معناها من غيِر تمثيلٍ ولا تكييفٍ ، ولا تفويضٍ ولا تعصيل ولا تحريف.
ـ وفيه أنَّ الصفةَ على قدرِ الموصوفِ.
20ـ وكلُّ شىءٍ بقَدرِ اللهِ وَمشيئَتهِ"الخلقُ وما يعملونَ" ،وللعبدِ مشيئتُه:
ـــــــــــــــــ
قالَ تعالَى:"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ"
وقالَ سُبحانَه:" وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ"
32ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ مسلم
2653ٌ
وقال
تعالى:" وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ "
33ـ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شئت"
السلسلة الصحيحة 1093
21ـ الصبُر على الأذى فى سبيلِ اللهِ:
ــــــــــــــــــ
قالَ تعالى:"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "
34ـ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ"
رواه الترمذىُّ 2260 وغيرُه وصححه
الألبانىُّ فى السلسلةِ الصحيحةِ 957
22ـ و الحقُّ لايعرفُ بالكثرةِ:
ـــــــــــــــ
قالَ تعالى:" وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ"
35ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" مسلم ٌ145
23ـ والغايةُ لا تبررُ الوسيلةَ:
ـــــــــــــــ
قالَ تعالى:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ إِحْساناً وَتَوْفِيقاً أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً"
فهؤلاءِ لم تشفعْ لهم نياتُهم الحسنةُ فيما زعموا معَ أنَّهم "يُريدونَ أن يَتحاكَمُوا"فكيفَ بالذين تَحَاكَموا؟!
36ـ عن ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ , وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ , وَإِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا , فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ , وَلَا يَحْمِلْكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ"
السلسلة الصحيحة 2866
24ـ البركةُ مع الطاعةِ والبلاءُ معَ المعصيةِ:
ــــــــــــــ
قالَ تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ"
37ـ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(لَوْ تَوَكَّلون عَلَى اللَّهِ حَقَّ توكُّله لَرَزَقَكُمُ اللَّهُ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خماصاً وتعود بطاناً"
السلسلة الصحيحة310
25ـ "ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
ـــــــــــــ
قالَ تعالى:" وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"
38ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ"
رواه البخارىُّ فى الأدبِ المفردِ 273 وأحمدُ 8952 وغيرُهما ،وانظرْ السّلسلةَ الصحيحةَ
45
25 ـ قالَ تَعالى :"
فَاذْكُرُوني اذْكُرْكُم "
ــــــــــــــ
وقالَ تعالى :" وَاذكُروهُ كَما هَداكُم " ولا تُحدِثوا ولا تَبتدعُوا.
39 ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا فَقَالَ بَعْضُنَا نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ"
متفق عليه أخرج البخاري (843) و (6329) ، ومسلم (595)
26ـ أدِّ ما عليكَ ولا عليكَ:
ـــــــــــــــــ
قالَ تعالى:" فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"
أدِّ ما عليكَ ولا يصدنَّك افتراءُ مفترٍ ،ولا افتياتُ مفتاتٍ .
ولا تجزعنّ من قلةِ السالكينَ ،وكثرةِ الهالكينَ
40ـ عن ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ العَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الخَمْسَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، هَؤُلاَءِ أُمَّتِي؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ، وَهَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلاَ عَذَابَ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لاَ يَكْتَوُونَ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ [ص:113]، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ» ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»
البخارىُّ 6541 ومسلمٌ 220
فهؤلاءِ ساداتُ البشرِ يأتى الواحدُ منهم ولا أحدَ معه،ولا يشكُ شاكٌ أنهم أدّوا
ماعليهم وزيادةٌ.
وصلى اللهُ على النبىِّ وآلِهِ وصحبِهِ وسلمَ، وآخرُ
دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
كتبه أبو سفيان/ عمرو أحمد سادات.