بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
ربِّ يسّر ،وأعن ياكريم
الحمدُ لله ،والصلاةُ والسلامُ
على رسول الله ،أما بعدُ ؛فهذا نظمٌ نظمته([1])
- بفضل الله تعالى - للقواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله
تعالى - ؛سمّيته : " الرّوضُ
المُربعْ نظمُ القواعدِ الأربعْ "
؛فأسألُ اللهَ أن يتقبله خالصًا لوجهه الكريم ،وأن ينفع به في الدنيا والآخرة .
1- الحمــــــدُ للهِ العليمِ المقتدرْ ***
إحســـانُهُ ،وفضــلُهُ لاينحصـــــرْ([2]).
2- ثُمَّ الصّـــــلاةُ معْ سلامٍ منتشرْ***على النبيِّ المصطفى
خيرِ البشرْ([3]).
4- فأســــــألُ اللهَ الكريمَ جَعْلَنا *** ممّن إذا
أعطـــــاهُ ربُّــــــهُ شـــــكرْ .
5- كذاكَ إن جاءَ البلاءُ يصّطبرْ***وإنْ أصابَ الذنبَ
تابَ،وادّكـرْ([6]).
6- فهــــذهِ ثـــــلاثةُ السّعــــــادةِ *** فيا لهُ
من مؤمنٍ!؛ كما الخبــــــرْ([7])
.
7- فاعلمْ- هُديتَ- أنّ ملةَ الرُّسلْ *** أنّ نُخلصَ
العبـــــادةَ ؛ كما أَمَرْ.
8 - فاللهُ لا يغفـــــرُ إشــراكًا بــــهِ *** وما ســواهُ
إن يَشأْهُ قدْ غــــفرْ .
9- فـــلا يُـسمـــّى فعلُنا عبــــادةً *** إلا معَ
التّوحيـــــدِ يتلوهُ الأثــرْ ([8]).
10- فإنْ أتى الإشراكُ أُحبطتْ كما***يُحبِطُ الاحداثُ
طُهورَ من طَهُرْ .
11- ثُمَّ اعلمنْ بأنَّ عُبّـــــــــادَ القُبُرْ ***
قد حسّنوا الإشراكَ كيما ينتشرْ .
12- إذ حصــــروا التّوحيدَ في الربوبةِ *** وأهملوا الأُلوهةَ
؛لمْ تُعتَبَرْ .
13- فأولُ القـــــواعـــــدِ أنْ تعلما *** أنَّ
النبيَّ قــــاتلَ حتّى انتصــــرْ .
14- على أُناسٍ قد أقــــرّوا أنّهُ *** لا خـــــــــــالقَ
إلا الإلهُ المقتدرْ .
15- وثانيَ القواعـــــدِ في قولِهم *** لا نعبدُ الضّريحَ
،أو من قد قُبِرْ .
16- وإنّما للقُـــــــربِ ،والشَّفاعةِ *** فقـــل لهم:
وذاكَ قولُ من كفرْ .
17- إذ قالـــوا ما نعبـــــدهم إلا لمــــا *** يُقرّبُونا
للإلهِ ذي القُـــــدَرْ .
18- ويعبـــــــدون دونَهُ،وقولَهم *** أنْ هؤلاءِ شُفَّـــــعٌ
وقتَ الضّررْ .
19- فقولُهم كقولِكم ؛هل ترجعوا؟!***قبلَ الجحيمِ
،واللهيبِ ،والسُّعُرْ .
20- ثُمَّ اعــــلمنْ أنَّ الشَّفاعةَ أتتْ***شفاعتانِ
؛ذاكَ ؛هلْ مِن مدّكـرْ.
21- مُثبتةً إذ تُطلبُ مِن الصّمدْ***من بعدِ أن
يرضى،وإذنٍ قدْ صَدَرْ .
22- منفيّةً ؛إن طُلبتْ مِن غيـــرهِ *** ممّـــــا عليــــهِ
غيــــرُهُ لا يَقتدِرْ.
23- والثّــــالثُ
أنَّ النبيَّ قد ظهرْ *** على أُناسٍ كُفرُهم شــركٌ كُـثـُرْ .
24- فمنهمو من يعبدُ بعضَ البشرْ([9])***ومنهمو
عُبّادُ شمسٍ ،أوقــــمرْ .
25- ومنهمو من يعبدُ الملائكةْ***أو يعبدُ الأشجارَ،أو
حتّى الحجرْ .
26- والرّابـــعُ أنّ الزمانَ شِــــركُهُم *** أغلظُ
مِن شركِ الزّمانِ المندثرْ .
27- فالأولونَ يُشــركونَ في الرَّخـــا *** والآخِـرونَ
في الرّخــاءِ ،والضَّررْ.
28- فاعلمْ- هُديتَ الرُّشدَ- ذا،واعملْ بهِ ***وادعُ
إلى الحقِّ المبينِ،واصطبرْ([10])
.
وكانَ الفراغُ منه بفضل الله ونعمته ،وحوله وقدرته
منتصفَ ليلة الحادي والعشرين من شعبان عام 1435
من هجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم،والحمد لله ربّ
العالمين .
كتبه الفقير إلى عفو ربّه
أبو سُفيان عمرو سادات
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
[3])
)- كما عند مسلم وأبي داود – رحمهما الله - ؛" قَالَ
رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ
شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» الحديث .
[4]) )- هو الإمام شيخ الإسلام محمد بن
عبد الوهاب التميميّ النجديّ ولد عام 1115ه ، وتوفي - رحمه الله- سنة 1206ه .
[6])
)- "ادّكر ": تذكّر ؛ قال - تعالى - :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ
تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ } ،وقال – سبحانه - : {وَالَّذِينَ إِذا
فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى
مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
[7])
)- للآيات السّابقة ،وللحديثِ عند مسلم وغيره ؛ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ،
إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ،
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ،
صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»
([8])
- للحديثين الكريمين وهما ركنا الدين ،وتحقيقٌ لشهادة
" أن لا إله إلا الله ،وأن محمدًا رسولُ الله " ؛فالحديث الأول :" عن عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «إِنَّمَا
الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ
هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا،
فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» ،والحديث الثاني عن عائشة - رَضِيَ
اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - : «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ
رَدٌّ» والحديثان في الصحيحين .