بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
ربِّ يَسّرْ ،وأعنْ ياكريم.
الحمدُ للهِ الذي { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم
}،والصّلاةُ والسّلامُ على ( منْ أُعطيَ جوامعَ الكلم) r ؛أمّا
بعدُ ؛فهذا- بفضل اللهU - نظمٌ لستةِ الأصول للإمامِ المجددِ " محمد بن عبد الوهاب - رحمه اللهُ-" سمّيتُهُ([1])
(إفادةُ العُدول بنظمِ ستةِ الأُصول) ؛أسألُ اللهَ- U- أن يتقبلَهُ بفضلِهِ ومنِّهِ ، وأن ينفعَ بهِ في الدّارينِ .
(1)
حمدًا لربّي ذي الجلالِ الأكرمِ***مُصلّيًا على النبيّ الهاشميْ([2]).
(3)
وهذهِ([5])مِن
أعجبِ العجائبِ*** وأكبـــــرِ الآياتِ ،والعــلائـمِ.
(4)
تدُلُّنا على اقتــدارِ المــــــالكِ
*** بيّنـــــها واضحـــــةَ المعـــالـمِ.
(5)
يفهمُها العـــــوامُّ ثُمَّ يغـــــلطُ
*** فيها كثيرُ أذكيــــاءِ العــــــالَمِ.
(6)
فأولُ الأُصولِ- دِنْهُ تَسْلَمِ-***إخلاصُنا على السبيـلِ الأقْومِ([6]).
(7)
معْ تركِنا الإحداثَ ،والشّركَ الذي*** إنْ حلَّ دارَ أُمّةٍ تُدمدمِ.
(8)
وأكثرُ الوَحْيـينِ([7])
في بيـــــــانهِ *** بشتّى أوجهِ البيــــانِ المُعْلِــــمِ.
(9)
أمرًا بهِ كما" الزُّمرْ"،و" البيّنةْ "***وكلِّ ما
فيهِ "اعبدوا" ؛فليُعلَمِ.
(10)
نهيًا كذا عن ضدِّهِ "لا تشركوا"***مُقــــــــرِّرًا: ألا لهُ!([8])؛فليُفهمِ.
(11)
ومُخبرًا : بما جـــــرى فيما مضى*** للمشركينَ من عــذابٍ مُؤلــــمِ.
(12)
ودعوةِ الرسْلِ :اعبدوا إلهكم***هل خالقٌ غيرُ المليــــكِ المنعمِ؟!.
(13)
وأخبرَ بما أعــــــدَّ- مُحسنًا -***للمحسنينَ خالـــــــدي التنـــــعمِ.
(14)
وما أعدَّ - عادلًا لا يظلمُ - *** للمشركــــــينَ من جحـــــيمٍ مُظلـمِ.
(15)
فالوحيُ كلُّهُ أتى مُقـــرّرًا *** إخلاصَــــــنا الدّينَ بكلِّ
مَعْـــــلَمِ([9]).
(16)
لكنَّ إبلـيسَ الرّجيـمَ يُظهرُهْ *** تَنقُصًا للصّــــــــالحينَ الكُــــــرَّمِ.
(17)
وأظهرَ الإشراكَ حبَّ الأوليا([10])***فعمَّ
الاشراكُ جميعَ العـالَمِ.
(18)
والثاني الامرُ باجتماعٍ عاصمِ***في الدينِ ،والنهيُ عن التّشرذمِ.
(19)
بيّـــــنهُ اللهُ بَيـــــــانًا شافـيا *** يَفهمُــــهُ البليـــــــدُ
دونَ مُفــــــهمِ.
(21)
ولا تفرّقوا ؛فتهلكوا إذًا *** كمن مضى([14])؛ولاتَ
حينَ منــــدمِ.
(22)
وبرّأَ المختارَ ممّن فرّقـــوا([15])
*** وغيرُ ذا ،وهْوَ كثيـــــرٌ فاعلــــمِ.
(23)
يزيدُهُ تَبيّــنًا ما قد أتــى *** في السُّنةِ من العُجابِ
الأفـخـــــمِ.
(24)
لا ترجعوا من بعدي ضلالًا وذا ***بضربِكم رقابَكم حتّى الدَّمِ([16]).
(25)
فالمسْــــــلمُ محــــرّمٌ في نفسهِ *** ومالــهِ على أخيــــهِ
المُسْـــلمِ([17]).
(26)
و تاركٌ ما إنْ تمســكتم بــــهِ *** فــــلا سبيـــــلَ بعدُ للتّـقـــــسُّمِ([18]).
(28)
وإنَّ أُمَّـتي تفرقتْ كـــما *** أهلُ الكتابِ ؛ذاكَ كونًا([21])؛فاعـــــــلمِ.
(29)
والشرعُ قولُه: النجاةُ واحدًا([22])
*** نهجُ النبيِّ ،والصِّـحابِ الفُخَّــمِ.
(30)
فكيفَ صارَ الافـــــتراقُ أصلَهم *** في الدّينِ ؛بالفقهِ وبالتعـــــلُّمِ؟!.
(31)
والاجتمــــاعُ لا يقولُهُ سوى *** زنديقٍ ،او ذي جِنَّةٍ ،أوغـــــاشمِ؟!.
(32)
وقد مضى بيانُ ذا ؛فاستمسكنْ *** ولا عليكَ بالرَّعـاعِ ؛استعصمِ.
(33)
والثالــــثُ التمــــامُ في اجتماعِنا***السّمـــــعُ ،والطّوعُ ؛بلا
محــــرَّمِ([23]).
(34)
وإن يكن عبدًا ،ولو مجــــــدَّعا *** قهـرًا أتى([24])
بالظُّلمِ ،والتّحــــكّمِ.
(35)
بيـــّنـــهُ اللهُ بيــــــانًا شــــائِــــعا *** لا ســــيّما في
قصّــــةِ المُكـــــــلَّمِ ([25]).
(37)
وقولُه:(منكم) ؛لمِن تأمّـــــروا([28])
*** ؛فيقتضي السمعَ لكلِّ مُســــلمِ.
(39)
وهذا الامرُ في الدّواوينِ اشتهرْ***؛فضلًا عن الجُعفيِّ([31])،ثمَّ
مُسلمِ.
(40)
فمن رأى من الأميرِ مُنكرًا *** فَلْيكرهنْ ؛لايَنـزعنْ ؛فيأثـــــمِ ([32]).
(41)
بل اصبروا ؛فتشربوا من حوضهِ***سُحقًا لكلِّ مُحدثٍ ؛فَلْيُحرمِ([33]).
(42)
فكيفَ صارَ هذا الاصلُ مُنكرًا***عندَ كثيرٍ من دعاةِ المغرمِ([34])؟!.
(43)
أليــسَ فيما قد مضى
مِن عبرةٍ ؟!*** خوفٌ ،وجوعٌ ؛معْ إراقة الدَّمِ.
(44)
والرابعُ التميــــــيزُ ؛أي في ديـــنِنا *** ما بينَ حِلِّ العـــِـلمِ
،والمُحــــرَّمِ.
(45)
بيانُ ما العِلمُ ،ومنْ هم أهلُهُ ***
معَ بيـانِ ذي الضّــــلالِ الآثــــــمِ.
(46)
فالعــلمُ قال اللهُ ،قال العاقبُ([35])***
بفَهمِ أصحـــابِ النبيِّ ؛فافــهمِ.
(47)
خيرُ الهُدى هُـدى نبيّــــنا ؛كما***شرُّ الأمورِ في ابتداعٍ([36])ظـــــــالمِ.
(48)
فاستمسكنْ علمًا صحيحًا ترتفعْ([37])***ثمَّ
اصحبنْ مِن أهلِهِ ؛فتُعصــــمِ.
(52)
معَ الوفـــا بعهدهِ
،والرهبةِ *** حـــالَ الايمــــانِ ،والتُّــــقى المســـــتلـــزمِ.
(53)
ألّا يُبـــــــاعَ الدّينُ
بالدُّنيا ،ولا *** يُلــبَّسِ الحـــــقُّ ،كذا لا يُكْــــــــتَمِ.
(54)
ثُمَّ عَقيـــــبَ
العلمِ لابدَّ العملْ *** معَ الخشـــــوعِ ،واليقـــــينِ الجــازمِ.
(55)
لا نأمـــــرِ
النـــَّاسَ ببرٍّ بيـــنما *** ننسى النُّــــــفوسَ في خضـــمٍ زاخــــمِ.
(56)
فمن أتى بنحوِ ذاكَ
؛كُـمِّــــــلوا *** ؛ففُضِّــــــلوا على جميعِ العـــــالَمِ.
(57)
يزيـــــدُهُ ما قد
أتى في السُّنةِ *** موضِحــًا ذا للبليـــــد الأعجــــــمي.
(58)
كقولهِ : أولُ ما
تُسعّرُ *** جهــــــنّمُ ؛فمِن ريــــــاءِ العـــــــــالِمِ([45]).
(59)
ومن يُجاري ،أو يُماري
؛يَصرفُ***وجهَ الأُناسِ ؛في الجحيمِ يـَحـتمي([46]).
(61)
فكيفَ أَمْسى
العلــــمُ في غيابةٍ ؟!*** أو لابتــــداعِ الزائغــــين ينـــتمي؟!.
(62)
هذا لعمـــرُ اللهِ
مُنذرُ الردى *** إنَّ الهُــــدى في العلــــمِ ،والتعــــــلُّمِ.
(63)
والخامسُ الفُرقانُ
بينَ الأوليا *** ليسَ النّجــــــومُ كالظــــلامِ المُعْــــتِمِ.
(64)
مَنْ قالَ : إنهما
سواءٌ ؛قد عميْ***؛كيفَ الموحدُ ،معْ ظلومٍ مُظْلمِ؟!.
(65)
قدْ فـرَّقَ اللهُ
الحكــــــيمُ بينهمْ *** بما يَعيهِ مُبصــــــــرٌ ،بل والعَـــمي.
(66)
في الآلِ أو في يونسَ
والمائدةْ**وغيرِ ذا من القُـــــــــرانِ الأعظـــــمِ.
(67)
فالمحـــنةُ في آيةٍ :
أحببتمو؟***؛فلْتَتْبعوا ؛يُحْببكمو ذو المَكْـــــرُمِ([49]).
(68)
فالشـــأنُ ليسَ أنْ
تُحِــبَّ زاعمًا***بل أنْ تُحَـــبَّ ؛ذاكَ أصلُ المغـنمِ.
(69)
كمْ مُدّعٍ ،وحـالُـهُ
نقـــضٌ لـهُ *** كم مِن وليٍ قد مضــــى لمْ يُعــــلمِ!.
(70)
الأوليا مَنْ آمنوا ،ويتقـــوا([50])
*** ولا يخـــــافونَ مَــــلامَ اللُّـــوّمِ.
(71)
أذلــــــةً على الذين
آمنــــوا *** أعــــــزةً على الكفـــــورِ المجــــــرمِ.
(72)
يجاهدونَ في سبيــــــل
ربهم*** بالدّعـــــــوةِ ،ثم السِّنـــــانِ الأقــومِ.
(73)
هم أتبـــــعُ الناسِ
لمنهجِ الرسُــــــــلْ *** فهؤلاءِ أوليــــــــــاءُ الأكـرمِ.
(74)
فكيفَ صارَ الأمرُ في
تركِ الهُدى؟!***معَ ارتكابِ الفُحشِ والمحارمِ!.
(75)
فهل "وَليٌ"
مِـَنْ "تَولى" مُعرضًا؟! *** هذا وليٌ للرجيــمِ الأشــأمِ.
(76)
والسَّادسُ الــــردُّ
لشُبهةٍ مَضتْ *** مِن وضعِ إبليسَ بمكرٍ مُــــــبرمِ.
(77)
أدّتْ إلى تـركِ
القُرانِ ،والسُّننْ *** معَ اتبــاعِ كــــلِّ رأيٍ واهـــــمِ.
(78)
قالوا: القرانُ
،والحديثُ قِمةٌ *** لا تنبـــــغي إلا بجــــهدِ العـــالِــــمِ.
(79)
والاجتهادُ ذو
شُـــــروطٍ ربّما *** لا توجـــدُ في السَّــــادةِ الأكـارمِ.
(80)
فعطّلوا الوحــــــيَ
بباطلٍ كما *** قدْ أوجبوا التقلــــــيدَ كالبهــــائمِ.
(81)
فاعلمْ بأنَّ الاتبــــــــاعَ رُتبةٌ *** دونَ
اجتهادٍ ،فوقَ تقليـــدٍ عَمِي.
(82)
فالأصلُ في التقليدِ
يحرمُ سوى***في الاضطرارِ ؛أي:بقدرٍ ؛فاعلمِ.
(83)
قد بيّن الله
الأصـــــولَ كلّها *** ووضّحَ مِن شرعــــــهِ في المُعْظمِ.
(84)
واختُصَّ بعـضٌ
باجتهادِ العالـِمِ***وهذا لا ينفي اعتبارَ([51])
العالَمِ.
(85)
فأمــــــرُهُ بالعقـــلِ
،والتدبـــرِ *** ونحــــــوهِ ؛يعُــــــمُّ كلَّ مســــلمِ.
(86)
فالحمـــــدُ للهِ على
بيــــانِهِ *** وفضـــــلِهِ ،والجـــــودِ ،والتَّــــــكرُّمِ.
(87)
معَ الصـــلاةِ ،والســـلامِ
المُكْرَمِ *** على النبيِّ ذي البيانِ المُعــلِمِ.
كتبه
أبوسفيان
عمرو سادات
غفر الله له ولوالديه والمسلمين.
[1] - كان الشروعُ فيه بعونِ الله تعالى ليلةَ الحادي
والعشرين من شعبان 1435 ه ،وكان الفراغ منه بحمد الله ضحى السابع عشر من رمضان المبارك
عام 1435ه .
[2] - نسبةً إلى جده
"هاشم".
[3] - اسم فعل أمر ؛بمعنى :خُذ .
[4] - الإمامُ المجددُ شيخُ الإسلامِ محمد بن عبد الوهاب بن
سليمان التميميّ ؛ولد عام 1115ه ،وتوفي سنة 1206ه؛رحمه اللهُ رحمةً واسعةً.
[5] - الأصول الستة.
[6] - المرادُ )(الإخلاصُ والاتباع)) والأدلة
عليهما أكثر من أن تذكر ها هنا ؛ منها قوله U
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } سورة يوسف
(108) ؛فالسبيلُ دعوةٌ إلى اللهِ "توحيدٌ ونبذٌ للشركِ "على
بصيرةٍ" سنةٌ وترك ٌ للبدعِ" على ما كانَ عليهِ النبيّ r
َوأصحابُهُ "أنا ومنِ اتبعَنِى".
[7] - الوحيان المعصومان "الكناب والسُّنة".
[8] - قال تعالى :{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِليْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}
(الزمر2-3) .
[9] - المَعْلم المَشْعر ،والشعيرة ؛والمراد: الإخلاص في جميع شعائر
الدين ؛وهي :كلُّ ما يحبه الله ،و يرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة "العبادة".
[10] - قال الله U
عن قومِ نوحٍ r:{وَقالُوا لَا تَذَرُنَّ
آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً}؛وهذه
أسماء قوم صالحين غلوا في محبتهم ،وقوم نوحٍ هم أولُ من أحدث الشرك ،وعليهم وزره
ووزر من عمل به إلى يوم القيامة .
[11] - قال تعالى :{ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا
رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ} سورة الأنبياء .وقال أيضًا :{ وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا
رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ
بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}سورة المؤمنون.
[12] - قال تعالى:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا
فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}الأنفال.
[13] - قال سبحانه:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا
تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ
عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ
اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}سورة آل عمران.
[14] - قال اللهU
:{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ} سورة آل عمران ؛قال الإمام ابن كثير – رحمه الله- )( وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}
يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَ تَبْيَضُّ وُجُوهُ أَهْلِ السُّنَّةِ
وَالْجَمَاعَةِ، وَتَسْوَدُّ وُجُوهُ أَهْلِ البِدْعَة وَالْفُرْقَةِ، قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا))
[15]- وهو قَوْلُهُ تَعَالَى :{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا
دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159]
[16] - قال r ):لا ترجعوا بعدي كفارا"وفي رواية:ضلالًا"يضرب بعضكم رقاب بعض) البخاريّ
ومسلم.
[17] - قَالَ r: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ
لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَهُنَا» . وَيُشِير
إِلَى صَدره ثَلَاث مرار " بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ
أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومالهُ
وَعرضه ". رَوَاهُ مُسلم.
[18] - قال r :" تركتُ فيكم أمرين لن
تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ".
رواه مالك بلاغا ،والحاكم موصلا بإسناد حسن" أ.ه يُنظر "منزلة السنة في
الإسلام "للإمام الألبانيّ رحمه الله(ص: 18).
[19] - عن العرباض بن سارية
السلميّ رضي الله عنه قال : "وعظنا رسول الله rموعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منه القلوب، فقال قائل: يا رسول الله!
كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله وعليكم بالسمع
والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور
فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة". رواه أبو داود ،والترمذيّ ؛وصححه ،والحاكم
،ووافقه الذهبيّ ،و الألبانيّ في صحيح الجامع 2549.
[20] - قَالَ r: (( إِن الله يرضى لكم ثَلَاثًا
أَن تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَأَن تعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا
وَلَا تفَرقُوا وَأَن تناصحوا من ولاه الله أُمُوركُم )) رواه مسلم وغيره.
[21] - المرادُ أنهُ r أخبر عما يقعُ كونًا ،ونهى شرعًا
عن التفرق ؛ودلّنا على النجاة ؛وأنها في الكتاب والسنة بما كان عليه الصحابة رضي
الله عنهم.
[22] - قال r : "إنَّ
أهلَ الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملَّة، وإنَّ هذه الأمَّةَ
ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة يعني الأهواء، كلُّها في النار إلاَّ واحدة، وهي
الجماعة" رواه أحمد ،وأبو داود ،وغيرهما
،وقالr : ((ليأتين على
أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ،حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية
لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق
أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة)) ، قالوا: ومن هي يا رسول
الله؟قال: ((ما أنا عليه وأصحابي))رواه الترمذيّ ،والحاكم ،وانظر السلسلة الصحيحة) 204،و203).
[23] - قال r :«السَّمْعُ
وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ
يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» رواه البخاريّ
،ومسلم وغيرهما، وقَالَ r: «عَلَيْكَ السَّمْعَ
وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ
عَلَيْكَ» رواه مسلم وغيره.
[24] - وقَالَ r: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ
اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ»رواه
البخاريّ ،وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ ،وَإِنْ
كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ» رواه مسلم وغيره.
[25] - أي : قصة كليم الله
تعالى موسى عليه الصلاة والسلام.
[26] - قال تعالى :{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ
الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا
جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ
فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} الأعراف.
[27] - قال تعالى :{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ
الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ
الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ
يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} الأعراف.
[28] - أي : قوله تعالى :{ ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ...} النساء؛فقوله: منكم أي:من المسلمين ؛فطالما كان
مسلمًا ؛فله السمع والطاعة في المعروف ؛ويحرم الخروج عليه .
[29] - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ ،قَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللهِ ؛rفَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى
السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا،
وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ»، قَالَ: «إِلَّا
أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ» متفق عليه.
[30] - فمن المعلوم قطعًا
أن القدرة مناط التكليف؛
قال الله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}،
قال الحافظ رحمه الله في الفتح : ((قَالَ ابن بَطَّالٍ فِي الْحَدِيثِ حُجَّةٌ فِي
تَرْكِ الْخُرُوجِ عَلَى السُّلْطَانِ وَلَوْ جَارَ وَقَدْ أَجْمَعَ الْفُقَهَاءُ
عَلَى وُجُوبِ طَاعَةِ السُّلْطَانِ الْمُتَغَلِّبِ وَالْجِهَادِ مَعَهُ وَأَنَّ
طَاعَتَهُ خَيْرٌ مِنَ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَقْنِ
الدِّمَاءِ وَتَسْكِينِ الدَّهْمَاءِ وَحُجَّتُهُمْ هَذَا الْخَبَرُ وَغَيْرُهُ
مِمَّا يُسَاعِدُهُ وَلَمْ يَسْتَثْنُوا مِنْ ذَلِكَ إِلَّا إِذَا وَقَعَ مِنَ
السُّلْطَانِ الْكُفْرُ الصَّرِيحُ فَلَا تَجُوزُ طَاعَتُهُ فِي ذَلِكَ بَلْ
تَجِبُ مُجَاهَدَتُهُ لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهَا..))
[31] - الإمام محمد بن إسماعيل البخاريّ ؛صاحبُ الصّحيح.
[32] - قال r:"من رأى من أميره شيئًا
يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرًا؛فمات إلا مات ميتة جاهلية"متفق عليه.
[33] - قال r :« إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي
عَلَى الْحَوْضِ» متفق عليه ،وقال r:«أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ
أبدًا، وليردنَّ علي أقوام، أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم
مني؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقًا، لمن بدل بعدي» متفق عليه.
[34] - فالأمة تغرم بسببهم
من الأرواح والأموال وغير ذلك ما الله به عليم ؛وأعظم المغرم "جهنم"
؛قال تعالى عنها :{
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} ،والمراد في البيت :
إنَّ هؤلاء الضلال الخوارج دعاةٌ على أبواب جهنم ؛كما قالr:«...دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ
جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ
بِأَلْسِنَتِنَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَرَى إِذَا أَدْرَكَنِي
ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامَهُمْ. فَقُلْتُ:
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ
الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى
يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» متفق عليه.
[35] - قالَ r:" لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ:
أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي
الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا
العَاقِبُ" متفق عليه. و(العاقب) الذي ليس بعده أحد من الأنبياء ؛فلا متبوع لنا غيرهr.
[36] - قال r : «أَمَّا
بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ
مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ ،وقَالَr : «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى
اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عبدا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ من يَعش
مِنْكُم يرى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وغيره؛وانظر السلسلة
الصحيحة (2735).
[37] - قال تعالى :{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ }[الْمُجَادَلَةِ: 11].
[38] - أهل الشُبه والزيغ ؛عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَلاَ r هَذِهِ الآيَةَ : {هُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ،
وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ، وَابْتِغَاءَ
تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ فِي
العِلْمِ يَقُولُونَ: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ
فَاحْذَرُوهُمْ» في الصحيحين.
[39] - وقَالَ :«المُتَشَبِّعُ
بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» كما في الصحيحين.
[40] - "مبهم"
صفة للزور ؛فهو زور محض ؛لا يختلط بشيء .
[41] - سورة البقرة .
[42] - ذكر الله تعالى في هذه الآياتِ صفاتٍ هي : ذكر النعمة ،والوفاء
بالعهد ، والرهبة ،والإيمان بكل ما أنزل ،وعدم الكفر بشيء منه ،وعدم بيعه بحطام
الدنيا وشهواتها ،والتقوى ،وعدم لبس الحقّ بالباطل ،وعدم كنم الحقّ والعملُ لاسيما
الصلاة والزكاة ،وعدمُ أمر الناس بالبر مع نسيان النفس ،والاستعانة بالصبر والصلاة
،والخشوع واليقين في الرجوع إلى الله جل وعلا ؛فمن أتى بها فهو العالم حقًّا ،وإلا
فهو"المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ"؛وهم علماء
السوء.
[43] - قال تعالى :{
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}
[44] - قال تعالى:{ يَا
بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي
فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}
[45] - قال r:" إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ
نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ
حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ:
جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى
أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ
الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا
عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ
الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ:
عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ
أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ
وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ
بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا
تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا
لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ
قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ
" رواه مسلم وغيره،وعند الترمذيّ وغيره : «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ
الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ
القِيَامَةِ»
[46] - قَالَ r: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ
لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يصرف بِهِ
وُجُوه النَّاس إِلَيْهِ أَدخل الله النَّار» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ .
[47] - قَالَ r: «من سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ
ثُمَّ كَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ.
[48] - يُقَال : أنعم
النّظر فِي الْأَمر أَطَالَ الفكرة فِيهِ ؛ متأملًا متدبرًا .
[49] - (الْمَكْرُمُ)
الْمَكْرُمَةُ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ: هُوَ جَمْعُ
مَكْرُمَةٍ. وَ (الْمَكْرُمَةُ) وَاحِدَةُ(الْمَكَارِمِ) مختار الصحاح.
[50] - تخفيفًا ؛وهي لغة
صحيحة فصيحة .
[51] - الاعتبار: التفكر
والنظر ،و المراد بالعالم : عموم الناس .