بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم
الحمدُ للهِ وحدَه ،والصلاةُ والسلامُ على من لا
نبيّ بعده ؛أمّا بعدُ ؛فهذا بفضلِ اللهِ ورحمتِه ،وجودِه ومنتِه نظمٌ لما يتعلقُ
بأبوابِ الطهارةِ سمّيتُه :" البشارة بنظم مهمات الطهارة"([1])،واللهَ
أسألُ أن يكونَ خالصًا لوجههِ ،وأن ينفعَ به في الدارينِ ،وباللهِ التوفيقُ.
مقدمة
الحمــــــــدُ للهِ الســـــــــــــــــــلامِ الطيــــبِ
*** مُصــــــــــــليًا مُســــــــــــلمًا على النــبيْ
وبعدُ ؛ذا نظــــــــــــمُ الطـــــــــــــــــــهارةِ
؛لقدْ *** رجـــــا بهِ المسيءُ طُهْــــــرةَ الأبــــدْ
فضل الطهارة
إنَّ الطُّهـــــــــــــــــورَ شَطْـــــــــــــــــرةُ
الإيــــمانِ *** وغَسْـــلةُ الذنــــــــــــــــوبِ ،والأدرانِ
لا يَحـــفظُ الطُّهـــــــــــــــــــــــــورَ إلا
المـــؤمنُ *** وفي القيـــــــــامِ مَيـــــــــــــزُهُ ؛فيأمنُ
وفضــلُهُ في كُـتْبِهم نهرٌ جرى***فانهلْ وغُصْ
؛فالصيدُ في جوفِ الفرا([2])
تعريفُ الطهارة وبيان أقسامها
وبعدُ ؛فالطهـــــــــــــــارةُ النظــــــــــــــافةُ
*** قسمانِ :معنــــــــــــــــــويّةٌ ،حســــــــــــــيّةُ
أُولاهما أعلاهما ،وهْيَ الهُـــــــــــــــــدى ***
طُهـــــــرُ الفؤادِ كـــــــلِّهِ من الــــــرَّدى([3])
فالحدثُ في البدنِ وصــــــــــــــفٌ بهِ *** والخبثُ
عينٌ بـــــــــــهِ ،أو غيـــــــــــرهِ([6])
والحــــدثُ قسمانِ: أمَّا الأكــــــــبرُ *** فالاغتسالُ
،و الوضوءُ الأصـــــــــــغرُ
والــــــــــــــــبدلُ منهما في التيــــــــــــممِ
*** في حال فقدهِ الميــــــــــــاهِ ؛فاعــــــــلمِ
أقسامُ المياه
والماءُ قسمانِ: طَهــــــــــورٌ أو نجسْ***فالأولُ
الباقي على الأصلِ ؛احترسْ!
والثاني ما قد غُيّرَ
من وصفــــــهِ *** من لونـــــــهِ ،أو ريحـــــــــــــــهِ ،أو طعمـــهِ
الآنية والأسآر([7])
وســــــــــــؤرُ كلٍّ طاهـــرٌ ،إلا الســـبُعْ([10])
*** والكـــلبِ ؛ذا ما يثبتنَّ ؛فاتبـــــعْ
النجاسات
ثُمَّ النجـــــــــــــاسةُ فعــــينٌ قُـــــــذِّرتْ
*** شـــــــرعًا ،وليسَ بالطبـــــــــاعِ قُــــــــــــــدِّرتْ
كغـــــــــــــــائطٍ ،بولٍ ،ومــــذيٍ ،حيضةٍ ***
ولحمِ خـــــــــــــنزيرٍ ،وروْثٍ ،ميــــــــــــتةٍ
والحكمُ بالتحـــــــــــريم ،والإزالـــــــــــــــةِ
*** مــــــــــاءٌ ســـــــــــــواهُ ،أو بالاستــــحالةِ
والكـلبُ سبعًا معْ تُرابٍ ؛إنْ ولغْ *** ثُمَّ
الإهــــــــــــــابُ طُهـــــــــــــــرهُ إذا دُبِــــــغْ
الحيض والنفاس والاستحاضة
والــــــدَّمُ للنـــــــــــساءِ ،قُلْ ثــــــلاثةٌ
*** حـــــــــيضٌ ،نفـــــاسٌ ،وكذا استحاضةٌ
فالحيـــــــــــضُ أســــــــــودُ بريــــــــــــحٍ
يُكرهُ *** في مُــــــــــــــدَّةٍ معلـــــومةٍ ؛فتـنزُهُ([11])
ويَمنعنْ ،صــــــــــلاتَها ،صيامَـــــها ***
طوافَــــــــــــها ، جِمــــــــاعَها ، طلاقَــــــها
ومـــــــثلُهُ النفــــــــــــاسُ ؛حينما تلـــــدْ
*** في أربعـــــــــــينَ ؛قد تقــــــــلُّ لمْ تـــــــزدْ
والغُســــــلُ منهما فواجــــــــبٌ إذا *** ألقَصَّـــــــــةُ
البيضاءُ ،أو جَـــــفَّ الأذى
والاستحاضةُ دمٌ لا ينحصـــــرْ *** أحـــــــــمرُ ،لا
يمنـــــــــــعُ مما قدْ ذُكـِـــــرْ
لها اغتسالٌ كلَّ وقتٍ ،أو وضو *** والأعجبُ بالغُسلِ جَمعًا
تنهضُ([12])
قضاء الحاجة
ثُمَّ الخــــــــلاءُ يَحرمنْ بسبـــــــــعةٍ *** قطـــــــــعٌ
بروْثٍ ،أو بعــــــظْمٍ ،طُعْمةٍ
والأخـــــــــذُ باليمينِ ،أو مسكُ الذكــــــرْ *** مُستقــــبلًا
لقبـــلةٍ ،أو بالدُّبرْ
ويَحرمنْ قضــــــــــــاؤهُ في سبــــــــــــعةٍ *** في
مسجــــــــــــدٍ ،قارعةٍ ،أو ظِلّةٍ
مواردِ المـــــــــــــــاء ،وراكـــــــدٍ كذا *** وفي
القبـــــورِ ،أو وقــــوعٍ في الأذى
ويُستــــــــــحبُّ أربـــــــــــــــــعٌ خِصـــــــالُ
*** فللدخولِ: العـــــــــــوذُ ،والشـــمالُ
ثُمَّ اليمــــــــــــــــــينُ خــــــارجًا
تُقــــدَّمُ *** مُستغــــــــــــــــفرًا ،ويُكــــــرهُ التـــــــــــكلّمُ
خصال الفطرة
ثُمَّ خصـــــــــــــــــــالُ الفطرةِ عشرٌ على ***
قسمينِ: واجبٍ وســـــنةٍ ؛جـــلا
فالواجــــــــــــــــــــــبُ ؛فمطلقٌ كاللحيةِ ***
كذا الخــــــــــــتانِ ،ثُمَّ الاستــــــطابةِ
وواجـــــــــــــــــــبٌ موسعٌ في مدةٍ *** تقلــــــــــــــــــــيمُ
أظفارٍ ،وحلــــــــــــقُ عـــــــانةٍ
ونتـــــــفُ إبْطٍ ،قصُّ شاربٍ ، وذي *** في أربعـــــينَ
لا تزيدُ ؛فاحــــتذي
والسنةُ الســـــــــــــــــواكُ مطلقًا ،كذا *** عند
الوضوءِ ،والصلاةِ ؛حـــبّذا!
أو القــــرانِ ،أو دخـــــــولٍ ؛فاعــــلمِ *** أو
بعدَ نـــــــــــــومٍ ،أو تغيــــرِ الفــمِ
ودائـــــــرٌ([13])
: تَنشقٌ ،تمضمضُ *** فواجبانِ في اغتسـالٍ ،أو وضــو
الوضوء وما
يتعلق به
ثُمَّ الوضـــــــوءُ لغةً :تجــــــملُ *** شـــــرعًا
؛فمــــاءٌ باربعٍ([17])
يُستــــعملُ
وجوبهُ عند الصلاةِ ،والطـوافْ([18])
*** ويُستـحبُّ مطلقًا ؛بلا خــلافْ
لا سيّما للذكـــرِ ،أو كلِّ صــــلاةْ***والنومِ ،أو في
الغُسلِ ،أو عودٌ لباهْ([19])
أركــــــــانهُ ؛فستـــــــــــــةٌ :وجــــــــــــهٌ
يــــــــــــدانْ *** لمرفــــقٍ ،والرأسُ معْها الأذنانْ
والرابـــــــــــعُ الرجلانِ معْها الأكعـــــــبُ ***
ثُــــــــــمَّ التــــــــوالي ،وكذا الترتـــــبُ
والواجـــــــــباتُ ستـــــــــــةٌ : تسمــــــيةٌ ***
مضـــــــمضةٌ ، تنــــــــــــــشقٌ ،تخليـــــــلةٌ
وهــــــــــــذهِ تـــــأتي على ثــــــــــــــلاثةٍ
*** يـــــــــدين معْ رجلـــــــــينِ ،ثُمَّ لحــــــــــــــــــيةٍ
والمُســـــــتحبُ ســــــــــــتةٌ :تســــــــــوّكُ
*** وغــــــسلُ كــــفينِ ، كذا التــــــــــــــدلّكُ
والغَســـــــــــلُ مـــــــــــرتانِ ،أو
ثـــــــلاثةٌ *** تقــــــــــــــدّمُ
اليمــــــــينِ ،ثُم دعــــــــــــــوةٌ
والناقضُ ؛فسبـــعةٌ :فالغائـــطُ *** والبولُ ،والإحـــداثُ:"يَفْسُو
- يَضْرِطُ"
والنـــــــومُ ،أو زوالُ عقـــــلٍ جُمـــــلةً ***
لحـــــمُ الجـــزورِ ،أو يُــــــــردُّ([20])
رِدةً
الغُسل وما يتعلق به
والغُســـــــلُ لُـــــــــغةً :إســـــــالةٌ ؛فعِ ***
شرعًا عمــــومُ الماءِ للجسمِ اجمعِ
والمُســـــــتحبُّ قبلهُ غَسلُ اليــــــــدِ ***
والفرجِ ،معْ توضـــــــــــؤٍ ؛فلتقتدي
والمُجزئُ التعمــــيمُ معْهُ نيـــــــــّةٌ *** والمُوجبــاتُ ســـــــبعةٌ : مـــــــــنيّةٌ([21])
ورؤيةُ الـــــــماءِ ،ختــانانِ التقى *** والحيضُ ،والنــــفاسُ
حيثما النقا([22])
ثُمَّ مجــــئُ جُـــــــمْعةٍ ؛لا تُنكــــــرِ ***
وسابعًا: إســـــــــــــــــلامُ كلِّ كافـــــــرِ([23])
ويُستــــحبُّ الغـُـــــــسلُ عندَ سبعةٍ *** الاحـــــرامِ
،والعيــــدينِ ،واستحاضةٍ
دخـــــــولِ مـــــكةَ ،وغُســــلِ ميّــتٍ *** عودِ
الجـــــــــماعِ ،وكذا إغــــــــــــماءةٍ
وذو جـــنابةٍ ،نفــــــــــاسٍ ،حيـــــضةٍ *** فلا
يُصــــلِّ ،أو يَطُـــــفْ بكعــــــــــبــةٍ
المسح على الخفين ونحوهما
ومســـحُ خفينِ اتفـــــاقًا ،ولتــــــــدعْ ***
قــــــــولَ روافضٍ ،وســــائرَ البــــدعْ
والخــــفُّ: كلُّ ســــاترٍ للقـــــدمِ *** من جلــــــــــــــدةٍ
،أو غيـــــرها ؛فلتعلمِ
شــــــروطُهُ فاثنانِ أي :طُهــــــــــــــرُهما ***
ثــــمَّ عــــــــلى طهــــــــارةٍ لُبسُـــــــهما
والمبطلاتُ صاحِ([24])في
ثــــــــلاثةٍ *** الغُسلُ ،والخلعُ ،وفوتُ مـــــدةٍ
ومُـــــــدةُ المســـــــــــــــافرِ ثــــــــــلاثةٌ
*** والحــــــــاضرُ فاليــــــــومُ معْهُ ليــــــــــــــلةٌ
وجائزٌ مسحُ عمائمٍ ،خُمُـــــرْ *** من غيرِ وقتٍ
،واشتراطٍ ؛يُعتبــــــــــــرْ
التيمم وما يتعلق به
ثُمَّ التيــــممُ: هُــــــوَ التقصـــــــــــــدُ ***
شرعًا: صعيـــــــدٌ طيــــــبٌ ؛فيقصـــــــــدُ
والشرطُ فقدُ الماءِ ،و التعـــــذرُ *** والمبطلاتُ :
الوجدُ ،والتيــــــــسرُ
ومبطلُ الوضوءِ ،والغُسلِ ؛وقدْ *** مرَّا ؛فـــــ"عودٌ
أحَمدُ"([25])
هيّا فعُدْ
والصفةُ :ينــــــوي ،يســــمي يَضربَنْ *** أيَّ صعــــــــيدٍ
طـــــــــيبٍ ،ويَنفخَنْ
ويَمسحَنْ كفَيهِ ،والوجـــــــــهَ ،وذا *** أو عكسُهُ تنــــــــوعًا يا حبــــــــــــّــــذا
الخاتمة
وآخــــــــرًا([26])
؛فأحمدَنْ مُستغفـــــــــــرًا *** مُصـــــــلِّيًا ،مُســـــــلِّمًا ؛مُستكثرًا
كتبه
أبوسفيان عمرو أحمد عبد السلام سادات
غفر الله له ولوالديه والمسلمين
[1] كان الشروع فيه بفضل
الله تعالى قبيل عصر السبت لثلاث وعشرين ليلةً خلت من جمادى الأولى 1436هـ .
[2] الفَرا: هو حمار الوحش ،وقولهم:
(كل الصيد في جوف الفرا): كناية عن الاكتفاء به حتى كأنّ من يصطاده قد اصطاد كل
صيد ،ويضرب لمن يفضّل على أقرانه، أو في الواحد
يقوم مقام الكثير لعظمه .ينظر مجمع الأمثال وغيره.
[3] فللقلب حدثٌ –يعتني
به أهل التوحيد والمعتقد- أشدُّ من حدث الجوارح –الذي يعتني به الفقهاء- ؛وأشدُّ
حدث القلب الشرك والكفر ﭧ ﭨ ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ ،ثم بعد ذلك البدعة "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس
منه فهو ردٌّ" أي: باطل مردود عليه ؛-أخرجاه في الصحيحين-،ثم بعد البدعة المعصية ؛ﭧ ﭨ ﭽ ﭹﭺ ﭻﭼ
ﭽ ﭾ ﭿ
ﮀ ﮁ ﮂ
ﮃﭼ
[4] أي :سواء أزالها ،أو زالت بنفسها ؛كالجفاف والاستحالة.
[5] والخبث:
النجاسة ،وستأتي أحكامها في بابها –إن شاء الله تعالى-.
[6] أي أن الحدث
"وصف" "مختص بالبدن" لايقوم بغيره ؛وأما الخبث "فعين"
لا وصف" ويقوم بالبدن وبغيره أي الثوب والمكان".
[7] الأسآر جمع سؤر،وهو ما بقي في الإناء بعد شرب
الحيوان أو أكله .
[8] أي :طاهرة كلها.
[9] أي إلا إذا ذهب ما به
من نجاسة بغسل أو بدبغ.
[10] عن ابن عمر قال سئل رسول الله rعن الماء يكون في الفلاة من الأرض وما ينوبه من
الدواب والسباع فقال النبيّ r:
"إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث" رواه أحمد وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجه وفي أخرى لأبي داود :"فإنه لا ينجس " كما في المشكاة
وصححه الألبانيّ ثَمّة ؛وفي تمام المنة ؛وقال (ص: 45):" قال ابن
التركماني في "الجوهر النقي" 1 / 250:"وظاهر هذا يدل على نجاسة سؤر
السباع إذ لولا ذلك لم يكن لهذا الشرط فائدة ولكان التقييد به ضائعا".
[11] أي: فينقطع بعد هذه
المدة ؛فتطهر ؛بخلاف الاستحاضة مستمرة.
[12] لقوله r:"...
وإن قويت على أن تؤخري الظهر، وتعجلي العصر، فتغتسلين ثم تصلين الظهر والعصر
جميعا، ثم تؤخرين المغرب، وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين، فافعلي
وتغتسلين مع الفجر وتصلين، وكذلك فافعلي وصلي وصومي، إن قدرت على ذلك " وقال
رسول الله r" وهذا
أعجب الأمرين إلي " . رواه أحمد وأبو داود والترمذيّ وحسنه الألبانيّ .
[13] أي: دائر بين
الوجوب ،والاستحباب.
[14] أي: في أي وقت
كان ؛لأنهما من خصال الفطرة.
[15] أي: بعد نوم
الليل أو نوم النهار.
[16] قال r:
"إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنشق بمنخريه من الماء، فإن الشيطان يبيت على
خيشومه" متفق عليه.
[17] بتسهيل الهمزة
،وقولنا :"استعمال" يشمل الغسل
والمسح.
[18] قال النبيُّ r:(إنما
الطواف بالبيت صلاة ؛فإذا طفتم فأقلوا الكلام) رواه أحمد والنسائيّ ،وصححه
الألبانيّ في الإرواء (121).
[20] أي: الأبعد ؛نعوذ
بالله من هذا الناقض.
[21] أي : الموت.
[22] أي النقاء
منهما بانقطاعهما.
[23] أي : الأصليّ ،والمرتد.
[24] أي: يا صاحبي، ولا يجوز ترخيم
المضاف إلا في هذا وحده؛ لأنه سمع من العرب مرخما. انظر مختار الصحاح(ص ح ب).
[25] من أمثال
العرب :"العود أحمد" قال الهاشميّ في أمثاله "العود أحمد. لأنّك لا
تعود إلى شيء إلّا وقد خبرته وجرّبته".
[26] كان الفراغ من
النظم بفضل الله ورحمته ليلة السبت آخر جمادى الأولى 1436هـ ،والحمد لله رب العالمين.