((فتح الإله بنظم مهمات الصلاة))

((فتح الإله بنظم مهمات الصلاة))

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
و"لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم"
      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؛أما بعد ؛فهذا((فتح الإله بنظم مهمات الصلاة))([1]) أسأل الله تعالى أن ينفع به في الدنيا والآخرة ؛وبالله التوفيق.
مقدمة
الحمـــــــــــدُ للهِ كثيــــــرًا طيـــــــــّـــــــــبا  ***  مُصـــــــــــلِّيًا على النبيّ المجتبــــى
وبعدُ ؛ذا نظــــــــــمُ الصـــــلاةِ ارتجي *** بــــــــهِ رضــــــــــــاهُ ،وإليــــهِ التـــــجي
فضل الصلاة
إنَّ الصـــــــــــــلاةَ صاحِ([2])خيرُ ما عُمــــلْ *** وأولُ الســــــؤالِ عنها فامتثلْ
وفضلُها في كُتْبهم لا يُنكــــــرُ *** والتاركـــــــــــونَ في جحيمٍ يُــــــسْعـــــــرُ([3])
فهْيَ عمادُ الدينِ ،والعهدُ الذي *** بهِ الإيمانُ ؛فاعضُضَنْ بالناجذي
التعريف بالصلاة
وهْيَ الدعـــــــاءُ لُغةً ؛كقــــــــــــــولهِ *** "صلِّ عليهم" ذاكَ لاشتمـــــــــالهِ([4])
شرعًا: تعبــــــدٌ بهيئةٍ أتتْ *** قـــــــــــولًا ،وفعـــــــــلًا في الصِّــــحاحِ ثبتتْ
مِفـــــتاحُها الطُّهـــــــــــــــــورُ ،والتحـــريمُ *** تكبيــــرةٌ ،تحليـــــلُها التسليمُ
شروط الصلاة
شــــروطُها تســـــــعٌ وذي([5]) قسمـانِ *** وجـوبِــــُــها ،وصــــحةُ الإتيـــــــانِ
فالأوّلُ ؛فأربعٌ : سِلْـمٌ؛ مـــــعَا *** عقــــــــــلٍ، بـــلـوغٍ، ثُمَّ أن لا تُمنعا([6])
ثانيهما :خمسٌ ؛فطُهرٌ ،نيّةٌ *** وقــــــــــــتٌ كذا ،وقــــبلةٌ ،وزينـــــــــــــــــةٌ([7])
أركان الصلاة
أركــــــانُها عشْــــــــــــــــــــرٌ ،وأربعٌ على *** قسمينِ : قوليٍّ وفعليٍّ جـــلا([8])
فالأولُ أربعـــــــــــــــةٌ: تكبيرةٌ([9]) *** فاتـــــــــــحةٌ تشـــــــــــهدٌ([10]) تسليــمةٌ([11])
ثانيهما: القيامُ ،والركـــــــــــــــــــوعُ *** والرفعُ ،الاعتدالُ ،والخشوعُ([12])
ثُمَّ السجودُ ،الرفعُ ،ثم فاجلسَنْ***ما بينَ([13])،ثم آخرًا([14])،ورَتِّــــبَنْ([15])
واجبات الصلاة
وواجباتها ثمــــــــانٍ ؛فاستمِعْ *** تكبيــــــرُ الانتقالِ ،ثُمَّ قُلْ: "سَـــــمِعْ"
والحمـــــــدُ ،والتسبيحُ مرةً أتى *** على  الركوعِ ،والسجودِ يا فتى
وبينَ سجـــــدتينِ "غُــــفْرًا" مرةً *** والأوسطُ ،ثُمَّ الجلوسُ جِلســـةً
مستحبات الصلاة
والمستحبُ الباقي مما قد وردْ *** وهْو كثيــــــــرٌ ؛فانهلنَّ ،واستــزدْ
قسمانِ : قوليٌّ ،وفعليٌّ ؛وقدْ *** نذكــــرُ مِن كلٍّ بعشرٍ؛ لمْ نــَـــزدْ
فالقـــولُ: الاستفتاحُ ،الاستــــــــعاذةُ *** تأميـــــنُ كلٍّ ،ثُمَّ فالقــــــراءةُ  
والزودُ في التسبيحِ ،والتحمــــدِ *** دُعا السجودِ ،ودُعا التشــــهـــدِ
والجــــــــهرُ في جهريةٍ وضـــــدُّ ذا *** ثُم الســــــــــــــــــلامُ ثانيًا ياحبذا!
والفعلُ : رفـــــعٌ لليدِ في أربعِ *** الاحرامُ ،والركـــــوعُ ،والرفــعُ ؛فعِ
معَ القيامِ من تشهدِ الوســــــــطْ *** ووضعُ كفـينِ على الصدرِ فقطْ
ثُم استــــواءُ الظهرِ راكعًا معا *** قبضِ اليدينِ الركبتينِ مَوسَعا([16])
ثم النــــــــزولُ باليدينِ لا تَحِدْ *** ثم ابتـــــــعادٌ بين أعضاء الجســــدْ
والافــــــــــتراشُ في الجلـــوسِ كلِّهِ *** عدا الأخيرِ "ورِّكَنْ" لأجـــــــــلِهِ
إشــــــــــــــــــارةُ اليمينِ بالسبَّاحةِ *** ثُمَّ التــــفاتُ الوجهِ في التسليمةِ
فذاكَ قُلٌّ من كثيرٍ في السُّننْ***فارجعْ إليها ،واسلُكنْ ذاكَ السَّننْ
مكروهات الصلاة
مكروهُها عشرونَ دونَ فُـــــرقةٍ *** ما بينَ تنزيــــــــــــــــــهٍ ،وبينَ حُــــرمةٍ
فتركُ سنــــــــّــةٍ بعمدٍ ،والعبثْ *** وحضرةُ الطعامِ ،أو دفعُ الخـــــبثْ
والتفلُ يمنةً ،كذا في القبــــلةِ *** سبقُ الإمــامِ ،أو بمســحِ الجبهـةِ
والكفّتُ ،والتخصّرُ ،التــــــــــكلُّبُ([17]) *** الفرقعُ ،التشبُّكُ ،التثــاؤبُ
والرفعُ للأبصــــــــــــارِ ،أو سترُ الفمِ *** والســـــــدلُ ،أو للُبسِهِ المُعلَّمِ
والالتــــــــفاتُ ؛أي: لغيرِ حـــــاجةٍ *** ثم الصـــــــــــــــلاةُ أي لغير سترةٍ
مبطلات الصلاة
والمبطــــــلاتُ تسعــــــــــةٌ تقسّمُ *** إما لتركٍ ،أو لفعـــلٍ يَحْــــــــــــــــرمُ
فالتركُ للشـــــــــــرطِ ،وللركنِ بدا *** ومثلُهُ تركُ الوجــــــوبِ عامــــدا
والفعــــــلُ للمحــــرمِ ؛فخمسةٌ *** أكلٌ ،وشربٌ ،وكذا زيــــــــــــادةٌ
والضحــــــكُ ،الكلامُ أي تعمدا *** والعملُ الكثيرُ دونما اقتــــدا([18])
الخاتمة
والحمـــــــــدُ للهِ دوامًا أبــــــــــــدا *** ثُمَّ الصــــلاةُ ،والسلامُ سرمـــــدا([19])

كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو سفيان عمرو أحمد عبد السلام سادات الشيخ([20])
غفر الله له ولواليه وللمسلمين





[1] كان الشروع فيه بفضل الله تعالى ليلة الخميس لإحدى وعشرين ليلة خلت من جمادى الأولى 1436هـ .
[2] أي: يا صاحبي، ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحده؛ لأنه سمع من العرب مرخما. انظر مختار الصحاح(ص ح ب).
[3] ﭧ ﭨ ﭽ ﰖ  ﰗ    ﰘ  ﰙ       ﰚ  ﰛ  ﰜ     ﰝ    ﰞ   ﰟ    ﰠ  المدثر: ٤٢ – ٤٣.
[4] أي لاشتمال الصلاة عليه وهذا قول جماهير أهل العربية والفقهاء وغيرهم قاله النوويّ في شرحه على صحيح مسلم ؛ قلت وكذلك تسميتها ركوعا وسجودا وتسبيحا من هذه البابة ؛والله أعلم.
[5] اسم إشارة "هذه".
[6] أي: أن لا تمنع المرأة بحيض أو تفاس.
[7] قال شيخ الإسلام عليه الرحمة :" فإن الفقهاء يسمون ذلك: (باب ستر العورة وليس هذا من ألفاظ الرسول ولا في الكتاب والسنة أن ما يستره. المصلي فهو عورة؛ بل قال تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}..." مجموع الفتاوى (22/ 115).
[8] أي: وضح وظهر هذا التقسيم.
[9] أي تكبيرة الإحرام ، وأما ما سواها من تكبيرات الصلاة فواجب ؛كما سيأتي-إن شاء الله تعالى- في الواجبات.
[10] المراد هنا التشهد الأخير، وأما الأول فهو واجب كما سيأتي-إن شاء الله تعالى- في الواجبات.
[11] أي التسليمة الأولى ،وأما الثانية فسنة؛ كما سيأتي-إن شاء الله تعالى- في المستحبات والسنن.
[12] المراد هنا الطمأنينة في سائر أعمال الصلاة.
[13] أي الجلسة ما بين السحدتين.
[14] أي الجلوس للتشهد الأخير.
[15] فالركن الأخير الترتيب .
[16] موسعا حال من القبض أي قبضا تفترق فيه الأصابع ولا تجتمع .
[17] المراد التشبه بالكلب سواء في انبساط الذراعين ،أو في الاقعاء.
[18] فإن كان فيه اقتداء ،فلا ؛كفتح باب ،وحمل طفل ،والله أعلم.
[19] السرمد: الدائم الذي لا ينقطع.كما في اللسان (سرد).
[20] وكان الفراغ منها بفضل الله ومنته تمام الواحدة والنصف ليلة السبت لثلاث وعشرين خلون من جمادى الأولى 1436هـ؛ والحمد لله رب العالمين.
خاتمة الموقع نستودعكم الله