«زوجي المسافر!»
════════
●• زوجي: بقلبي أكتبُ
=> شوقًا يُمضُّ، ويَشذبُ (1)! •●
●• كم في هواكَ مُعاتِبُ
=> وأنا فؤادي المُعتِبُ (2)! •●
●• سفري إليكَ بأحرفٍ
=> هي قاربي، أتقرَّبُ! •●
●• تجري على نهر المنى
=> مِن قلبِ قلبي يُسكَبُ! •●
●• أمضي إليكَ كتابةً
=> وأعودُ حَيرى أَشطبُ! •●
●• إن تأتِ منّي كِلمةٌ
=> فوراءَ تلكَ مكاتبُ •●
●• إن زهرةٌ سَفَرتْ؛ فكم
مِن حائطٍ (3) يَتحجَّبُ! •●
●• تَمضي الليالي عَتمةً
=> وإخالُ ليستْ تُحسبُ! •●
●• ماتت بيوم وداعنا
=> وأنا هنالكَ أرقبُ! •●
●• كم زعمُهم بدرًا بَدا!
=> وأقولُ: بدري غائبُ! •●
●• ولطالما ناشدتُ! كمْ!
=> فإلامَ زوجي تُحجبُ! •●
●• وإلامَ شمسُ لقائنا
=> كغريبةٍ، تتَغرَّبُ! •●
●• وعَلامَ يَبقى حبُّنا
=> عَينًا تَغورُ، وتنضبُ! •●
●• لا زالَ يسألُ ليلُنا
=> ونجومُنا، والكوكبُ! •●
●• لا زلتُ أسألُ بيتَنا
=> ليتَ الجمادَ يُجاوِبُ! •●
●• همسي لمقبض بابنا
=> أيّانَ أَنظرُ تُقلبُ! •●
●• وإذا شربتُ، شربتُ مِن
=> كوبٍ بمسِّكَ يُخضبُ! •●
●• وأشمُّ عطركَ أنتشي
=> وأضمُّ ثوبكَ أُسلبُ! •●
●• في كل شيءٍ حولنا
=> شيءٌ لروحكَ ينسبُ! •●
●• في كلِّ ما يجري هنا
=> من طيب نفسك يكسبُ! •●
●• فإذا غرُبتَ بغربةٍ
=> فجميعُ ذاكَ سيغربُ! •●
●• جدرانُنا شاختْ، ولا
=> يُجدي الطَّلاءُ المُذهبُ •●
●• ورفوفُ كُتْبكَ تلتوي
=> وأُراهُ يبكي المكتبُ! •●
●• ورضيعُنا بصراخهِ
=> لا يفتأنَّ: «أبو.. أبو!» •●
═══════ ● ✿ ● ═══════
1) يمض = يوجع ويرهق.
- ويشذب = يقطع.
2) المعاتب = اللائم الذامُّ.
- والمعتب = المرضي له، المزيل عنه العتب!
3) الحائط = البستان.
═══════
✿ لأبي سفيان عمرو بن سادات
=> فجر السَّبت 26 رجب 1438 هجريًا.