وإني على مر الزمان جليدُ!

وإني على مر الزمان جليدُ!

وإنّي عــلى مـــــرِّ الزّمــــانِ جَــــــــليدُ!
وما هـــزّني في الدّهـرِ قطُّ خـــــــريدُ!!

وما جـالَ في قلـبي ،ولا مسّني هـــوًى!
وكمْ عــــينُ قلـبي غُـــوزلتْ ،وتـــــذودُ!

وكــلُّ امــــرئٍ ،مهـــــما بــــدا متـجلدًا!
لمصــروعُ غَـــيدا ،هل تُقـــاوَمُ غِــيدُ?!

لقـد كـــانَ في مــــرُّ اللــيالي ،وجــيئِها!
لأشـــــراكُ خُــــــودٍ ،ليسَ منها صـمودُ!!

وصــــادفتُــها قد ذابَ كــــلُّ تجــــلّدي!
وراحَ الـذي كنـــــتُ ،وليـــــسَ يعــــودُ!!

لإنْ قــيلَ قد جُــنَّ الفـؤادُ من الجَـــوى!
فما جُــــــنّ لكـــــــنْ كبّـــلتهُ قــــــــيودُ!

فما عـــادَ في أسـرِ الحبيــبِ يرى سـوى
محــــيّا يُمـــيثُ القـــلبَ ،ثُــمَّ يُعِــــــيدُ!

لقد قلــتُ يومًا : هاتِ عــقلي ،وخــلّني!
فألْفــيتُ وجـــهًا بــضَّ منهُ صُــــــــدودُ!

فأغضيـــتُ طـــرفي لــــذّةً ،مُتــــــرنّمًا!
ففي الصــدّ تريــاقٌ ،فكـــيفَ وفـــودُ?!

وهل كان عقلي حين قلت معي هـــنا?!
لقد كان في بيـــدا الـــــــوِدادِ شــــريدُ!!

وأذكـــرُها صَـــحوي ،ونَــومي لـها هــيا!
وفي البـُــعدِ شـــــــوقٌ ،والدّنوُّ يزيـــــدُ!

فإنْ كــانَ بُعــــدي جَــذوةً شــدَّ حــرُّها!
فإنّ اقـــــــترابي شُـــعلةٌ ،ووقــــــــــودُ!

فمن عيـنِـها ذُقــــتُ المُدامــةَ صِــــرفةً!
فأنّى وعــــيناها ?! ،وبعدُ خُــــــــدودُ?!

وأنّى ،وجِيــــدٌ يَســلُبُ العـقلَ عاطــلًا!!
فكيــــفَ ،وَحَـــلْيٌ زانـــهُ ،وعُـــــــــقودُ!

وكـــــيفَ ،وعَـــودٌ خَــــيزرانٌ ،ولَــدْنَةٌ?!
إذا ما مَـشـتْ خِـلتُ الوجـــودَ يمــــيدُ!!

فإنّي لأهـــواها ،وأهــــوى الذي هَــوَتْ!
وأهــوى هـــوًى تُــبديهِ ،وهْي شَــــرودُ!

لقد كــــانَ قبــلي للغــــــــرامِ تـحــــدّدٌ!
فقد صـــــارَ بعــــــدي ليسَ فيهِ حُـدودُ!

خاتمة الموقع نستودعكم الله