قد كنت قبلك خاليا

قد كنت قبلك خاليا

قد كنتُ قبلكِ يا [فلانةُ] خاليًا
فالآنَ لا أخلو بغيرِ هواكِ

وإذا فؤاديَ والجَوى خِدنٌ لهُ
وأنا الذي عدّوهُ في النُّساكِ

وأدورُ حولكِ هائمًا لا أَرتوي
جبرًا إليكِ؛ كدورةِ الأفلاكِ

فمتى أديرُ الطّرفَ حيثُ أُديرُهُ
واللهِ ما أرى -إن رأيتُ- سواكِ

مُلئَ الفؤادُ، وناظريَّ، وخاطري
حتّى الضلوعُ، وأعظمي تَهواكِ 

فإذا أفكّرُ إنّما فيكِ، ولا
يبغي الفؤادُ بفكرهِ إلّاكِ

وإذا رأيتُ -ولو سواكِ- فإنّما
أنا لا أراهُ -ولو دَنا-، وأراكِ

وإذا نَطقتُ جَرى نداؤكِ في فمي
ما حِيلتي؛ سبحانَ مَن سوّاكِ!

خداكِ أسري، قيدهُ عيناكِ
والآمرُ النّاهي المُعظّمُ فاكِ!

مَهما أُكتّمُ في هواكِ؛ فإنّني
يَكفي يراني مَن يرى فيراكِ

أنا قد سُلبتُ مَقادتي؛ فمَقادتي
في مُقلتيكِ، وأرتضي برضاكِ 

ما مِن رقيقٍ يَرتضي رقًّا، بلى
رقُّ الهوى؛ لا يُرتجى بفِكاكِ

يا مَن سمكتَ سماءَها ومهادَها
أمسكْ هواها غايةَ الإمساكِ


[[أبو سفيان]]
خاتمة الموقع نستودعكم الله