خلِّ الغرامَ فإنّهُ لا يَنفدُ
وإذا مَضت ليلى، فلُبنى المَوردُ
كلُّ الغرامِ يَغيبُ، أو يَتغيّبُ
إلا التي مِنها الغرامُ السّيّدُ
كلُّ النّساءِ جميعُهنَّ إذا أتتْ
كنَّ الهَباءَ، إذا شُعاعٌ يَعمدُ!
كيف الشُّموسُ على مُحياها الذي
في ضوئهِ كَوني يُنيرُ، ويَسعدُ!
أمّاهُ هَذي الرُوحُ إن كانتْ تَفي
واللّهِ أبذلُـــها، ولا أَتـــردّدُ
ويقلُّ في جنبِ الذي قدمتِهِ
رُوحي، وأمـثالٌ لها تتـعدّدُ
ما الرّوحُ، أو أمثالُها مَهما تَكن!
إلّا بَصيصٌ في صباحكِ يُخمَدُ!
إلا كـبَقلٍ في حَدائقِ بهجةٍ
عمّتْ أياديها؛ فما مُدّت يدُ!
أمّاهَ: بعضٌ مِن حنانكِ تَرتوي
منهُ الأجادبُ كلُّها، ويُقصّدُ!
واللهِ بعضٌ مِن أياديكِ التي
كانتْ، وما زالتْ، وكم تَتمدّدُ!
تدعُ الكريمَ؛ وليسَ يَدري إثرَها
مِن جُودِها أمسٌ يَهلُّ!، أو الغدُ؟!
أنتِ الحياةُ جميعُها، وجميعُها
°°° في كفّةٍ، ولكِ المجالُ المفردُ
أنتِ الظِّلالُ إذا حَرورٌ أقبلتْ
والدّفءُ إن باتـتْ لنا تَتبـرّدُ
أنتِ البُدورُ على ليالينا التي
من نوركِ الوضّاءِ صارت تُحمدُ!
أنتِ الهواءُ نَسيمهُ، وأثيرهُ
هل دونَهُ شيءٌ يُرامُ، ويُقصدُ؟!
فليشهدِ الثقلانِ إنّيَ غارقٌ!
ما أعذبَ الغرقَ الذي لا يَحقدُ!
ما أعذبَ الغرقَ الذي أحيا بهِ
وأموتُ سَعدًا في حِماهُ، وأخلدُ!
أمّاهُ إنّيَ عاجـزٌ، لا يَكفني
-واللهِ- أنّي قد عَجزتُ؛ وأشهدُ!
واللهِ إنّي قد عجزتُ، تعجّبي!
عَجزي إليكِ هوَ اقتداري الأمجدُ!
لكِ في الحياةِ سلامُها، وسُرورُها
أو إثرَها؛ فلكِ النّعيمُ السّرمدُ!
واللهُ يَجزيكِ الذي هوَ أهلهُ!
نعمَ الوليُّ، هو الكريمُ السّيّدُ!
[[أبو سفيان]]