يا ليــــلُ قُـــمْ؛ وانفـــضْ سَـــوادكَ مِـن سُـــباتكَ عنـــدَ أضــواءِ الصّـباح
وامـسحْ عـلى العينينِ لا تغفُو؛ فإنَّ الفجرَ مِن عيــنيكَ للعــينينِ لـــاح
واغـــسلْ يديـــكَ مِـنَ الظــــلامِ؛ فكــم وأدتَ بــــناتِ أحـــــلامٍ صُـراح
وانفـــــضْ هــــنالكَ فـــي الليـــالي -لا تُبـــــالي- كـــلّ أبنـــــاءِ السّـفاح
هــمْ ســــــوّدوا وجـــهَ النّهـــــارِ؛ فكـــلُّ حــــرٍّ -عـندهم- كـــــلأٌ مُــــباح
هــم دنّـسوا الطُّـــهرَ الذي لم يعرفوا يوما إليه ســوى النُّباحِ معَ النُّباح
هـم بغّضــوا هــذي الحــياةَ إلى الحــياةِ فما تَرى مِـن دُونهم إلا الجِراح
يا أيّــها الصّـبـحُ الذي أبنــــاؤهُ ولــدوا الضُّـحى من بينِ أرحــامِ الكفاح
قُـل لي بربّكَ -أنتَ برٌّ صادقٌ- أينَ الأُلى أرضـعتَهم غيرَ المَزاعـمِ والصّياح
أيـنَ الأُلى قامــوا هُـنا؛ لم يَنحـنوا رغـمَ الجَـحافلِ مِـن بَـــلايانا الفِساح
أيّـانَ نَـمـضي في الحـياةِ أعـزّةً؛ وعــلى الجَــبينِ المـجدُ يَعتنقُ الرباح
أيّــانَ نمــحو مِن صــحائِفنا التي بَليتْ رســومَ الخـزي تغتـــالُ الفلاح
أيّـانَ نَرنــو في عــيونكَ نرتــوي مــنها الضــياءَ يَطـوفُ أرجــاءَ البَـراح
وعــلى ضـــفافكَ رتّلتْ فيـنا الحــمائمُ لحـــنَها، سـرًّا يبـوحُ، ولا يُباح
نَـتلو تراتــــيلَ السّـــعادةِ ليلَنا، وإلى ســــماءِ المـجدِ نعــرجُ في الصباح
وإذا بأحــــزانِ اللـــيالي مِيْــــتَةً، والـــذلُّ، وابـــنُ الـــذلِّ أدراجَ الرياح