ألقِ المَـلامةَ جانبًا، وتجـشّمِ *** ماذا يَضيركُ مِن مَـلامِ اللُّـومِ؟!
ماذا يَضيرُكَ، والحياةُ كأنّها *** ظـلمٌ عـلى كـلّ الذي لم يَظـلمِ!
كُن علقمًا في حلقِهم، أو فلتمتْ *** طعمُ الحياةِ بذلّةٍ كالعلقمِ!
فاذهـبْ عزيزًا؛ والأعـزّةُ قلّـةٌ! *** ما العـزِّ إلا ما يُمـلّيهِ الكَمـي!
في القدسِ ميلادُ الكرامِ مَماتُهم *** فاهنأْ بيومِ ولادةٍ؛ لم يَهرمِ
تخذوا بها مِعراجَ أرواحٍ سَرتْ *** نحوَ السماءِ بُراقُها لم يُلـجمِ
هانتْ عليها ذي النُّفوسُ أبيّةً*فغدتْ إلى قُدْسِ الجهادِ لتَحتمي
وبها الأذلّةُ يُشنقونَ حياتَهم *** بحـياتِهم؛ رُعـبًا يَسيلُ معَ الدمِ
والأرضُ أنّتْ مِن ظلامٍ ظالمٍ ** بعثتْ حجارتَها تَثورُ، وتَرتـمي!
أُنبئتُ أنّكَ قد خَضبتْ حُسامَنا* فحسمتْ مِن أمرٍ لنا لم يُحسمِ
نُطـقُ الرصاصِ لهُ صـموتٌ صارخٌ* كتحيّـةٍ قالــتْ؛ ولم تتــكلمِ!
فاحصدْ بكفّكَ ما تشاءُ لتَروِنا* يا حبّذا الإرواءُ في قلبِ الظمِي
فاعصرْ، وصُبَّ مِن الدماءِ يـهـودةً* نَـبرا؛ كـأنَّ جراحَـنا لم تكـلمِ
وانفذْ بحقّكَ في الورى لا تَنثني* مَن قالَ قولَ الحقّ لم يَتلعثمِ
نحنُ الجحيمُ عليهمُ، ووقودُها *** مـنّا، وأحـجارٍ ولـودٍ مُـعقـمِ
فاذهبْ حميدًا ما عليكَ ملامةٌ *** ما اللومُ إلا في مَلامِ اللُّـومِ!