جيش الشتاء

جيش الشتاء

لكلٍّ _في رأيهِ_ وجهتُهُ التي هو مُولّيها ،ولهُ نظرتُهُ _في وجهتِهِ_ التي هوَ مُتبنيها!. وقد يتبوأُ الشّيءُ في بعضِ الأفئدةِ مُبوأ صدقٍ ،وفي غيرها ما يُضادُ ذلك ،أو يناقضهُ! . ولطالما تغزّلَ النّاسُ في الشّتاءِ ،بيدَ أنّ ساطرَهُ كانتْ لهُ وجهةٌ أخرى! ،أحسنَ ،أم أساء!. ====> جيشُ الشّتاءِ! ====>
==> يجيءُ الشّتاءُ على موعدٍ كجيشٍ يُداهمُ أرضَ البشرْ!==>
==>يَسيرُ ببطءٍ ،وتَدنو الخُطى! ، فَترجفُ أفئدةٌ ،تنتظرْ! ==>
==>فيمضي ،يَتيهُ ،ولا يلتفتْ! ،ويُرسلُ بينَ يديهِ النُّذُرْ! ==>
==>تَدقُّ الرُّعودُ ،كدقِّ الطّبولِ! لدى الحَربِ ،أنّى ،وأينَ المَفَرّْ?!
==> ويَكْشِرُ أنيابَ فيهِ ،وفيهِ يُبرِّقُ مثلَ القُصورِ الشّررْ!==>
==> فتخلو الدّروبُ ،فما نَمةٌ! وليسَ بها غيرُ صوتِ الخطرْ!==>
==>وصَمتٌ يُميتُ القلوبَ ،سوى هزيزِ الرّياحِ ،يَحفّْ الشّجرْ!==>
==> وقامَ الضّبابُ يُميطُ الضّياءَ ولاطَ السّماءَ ظلامٌ ،وقُرّْ!==>
==> يُهيلُ الغمامَ على الشّمسِ! ،أمستْ مَليكًا يُوارى دونَ الحُفَرْ!==>
==>وطالتْ ليالي الظلامِ ،وصالتْ! وكُفّنَ بينَ السّحابِ القمرْ! ==>
==> وآضتْ سماءُ الحياةِ مواتٌ! وعانقَ جيدَ السّماءِ الغَرَرْ!==>
==>جحافلُ سُحْبٍ ،تَسدُّ الفضاءَ! وتُرسلُ مثلَ الرّصاصِ المطرْ! ==>
==>وتأسرُ بينَ يديها النّجومَ! فلا نجمَ  يَصمدُ ،إلّا أُسِرْ!==>
==> وعَاثتْ جُنودٌ مِن البردِ ،تَفري! أديمَ المدائنِ  ،حتّى انفطَرْ! ==>
==> فتَسلُبُ مِن حركاتِ الحياةِ! وأسلمَ بينَ يديها البشرْ! ==>
==> فتُغلقُ أبوابُ هذي الديارِ! فلا حسَّ يُنمى ،وماتَ الخبرْ!==>
==> كأنّ الديارَ ديارُ القُبورِ! فأينَ السّميرُ ،وأينَ السّمرْ!==>
==> وصوتٌ بنفسي ،يُناجي بهمسِ!: متّى تُوضعُ الحربُ ،أينَ الوَزَرْ? !==>
=====> سحر ليل الأربعاء السادس والعشرين من صفر 1439 من هجرة عبد الله ،ورسوله محمد صلى الله عليه ،وعلى آله وصحبه ،وسلم. 15/11/2017
خاتمة الموقع نستودعكم الله