المنظومة الميئية في الآداب الشرعية والأخلاق المرعية

المنظومة الميئية في الآداب الشرعية والأخلاق المرعية

[[المنظومة الميئية في الآداب الشرعية والأخلاق المرعية]]
                 [[محض الخلاق في مكارم الأخلاق]]

                         بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
                              رب يسر وأعن 
                                  يا كريم

                                  [مُقدمةٌ]
1))_أبــدأُ باســـمِ اللهِ؛ حامــدًا لــهُ *  ومُثـبتًا كــمـالَهُ؛ كــما لَـهُ
2))_ ثمَّ عـلى النّـبيِّ خيرِ خَـلقهِ * وهاديَ الورى بحُـسنِ خُلْقـهِ
3))_ وآلهِ، وصَحبهِ ذَوي الذُّرى * خـيرُ صلاةِ اللهِ ما خيرٌ جرى 

                                   [تمهيدٌ]
4))_ وبعـدُ؛ فالإسلامُ بابُهُ الخُـلُقْ *كالفجرِ بابٌ لانبـثاقةِ الفَلَقْ!
5))_ فمَن يَـدينُ دينَ اللهِ حقًّا * يبدو عليهِ في الخِصالِ صِدقًا
6))_ ومَـن يَـزيدُ زادَ في إسـلامِهِ**ومَـن يَقلُّ قـــلَّ عـن تمامِهِ
7))_ فالدِّينُ بالفِـعالِ ؛لا محالةَ* فاحفظْ -يا صاحِ- هذهِ المقالةَ
8))_ ونـسألُ اللهَ مَحاسـنَ الأدبْ * والفوزَ عنـدهُ بعـاليَ الرُّتـبْ

       [الباب الأول : الخلق مع الخالق، ثم رسوله] 
              [الفصلُ الأول: الخُلقُ مع الخالقِ]
9))_ وأوّلُ الأخلاقِ في توحيدِنا*ونَـبذِنا الإشراكَ عـن معـبودِنا
10))_ أن يُعـبدَ اللهُ على مُـرادهِ * كـما أبـانَ –جَــلَّ- في كتابهِ
11)ووضَّحَ الرسولُ هاتيكَ السّننْ وَحيًاسَيبقى ماتعاقبَ الزّمنْ
12))_ أن يُفردَ الإلـهُ في رُبوبـتهْ * وفـي صـفاتهِ، وفي أُلوهـتهْ
13))_ لا تَدعـوَنَّ غـيرَهُ مهما يَكُـنْ*يقولُ للشيءِ أرادَ: كُـن يَكُنْ
14)) _فكُنْ عُبيدًا مُخلـصًا لربِّهِ* وصـادقًا في قـــولهِ، وفـــعلهِ
15))_ جَناحُـكَ الخوفُ مـــعَ الرّجاءِ * وزادُكَ الحبُّ معَ الحياءِ
16))_ كُــن واحدًا لواحدٍ؛ فتـسلمِ * وهـــكذا لِـزامُ كـــلِّ مُسلمِ

      [الفصلُ الثاني: الخُلقُ مع الرسول وما يتعلق بذلك]
17))_ وثانيَ الأخلاقِ معْ رسولهِ*بالحُـبِّ والتّـوقيـرِ في اتباعهِ 
18))_ دُونَ الغلوِّ فـيهِ، والجـفاءِ * قــــولًا بحـقٍّ؛ دُونما إطــراءِ
19))_ مُعـظمـينَ شـأنَهُ، وحـقَّهُ * ومُقتــفـــينَ فِعــلَهُ، ونُـــطقَهُ
20))_ نُشيعُ في البــرايا مِن صـفاتهِ *وننشـرُ العـبيرَ من نعوتهِ
21))_ كما أتانا في كـتابِ ربِّـنا * وصـحَّ في الأخـــبارِ عن نبيّنا
22))_ وعنـدَ ذكـــرهِ نُـصلي دائما * وهـــكذا كلُّ نبــيٍّ؛ فاعـلما
23))_ للأنـــبياءِ الحـبُّ، والإكــرامُ * علـيهم الصّــلاةُ، والسّـلامُ
24))_ كــذلكَ الإكـرامُ للمــلائـكِ * يَــعرفُـهُ كــلُّ رَشــيدٍ ناسـكِ
25))_ونُكرمُ الرسولَ في أزواجـهِ*ومُؤمني الآلِ وفي أصحابهِ 
26))_وكلِّ مقتفٍ لهَديِ المصطفى*مِن عالمٍ وطالبٍ قد اقتفى
27))_ فبابةُ العلومِ فَـتحُها الأدبْ*وليسَ دونهُ إليها مِن سـببْ!
28)نَصونُ علمَ الوحيِ في قِرطاسِهِ*وفي دَواتِهِ وفي مِدراسهِ
29))_ وفي مُعلِّـمٍ لنا؛ وإن قـسا * لفــضلِ مَن لهُ ابتـداءً درّسـا
30))_ فــذاكَ حــقُّهُ على الجميعِ * أنعمْ بهِ مِن مُـشفـقٍ شفـيعِ
31))_ صلى عليهِ ربُّنا، وسلّما*عدَّ الوَرى؛ ما كانَ شـيءٌ، أو نَـما

        [الباب الثاني : الخلق مع الوالدين، ثم سائر الخلق] 
                                  [توطئة]
32))_ وثالثُ الأخلاقِ في الخلائقِ*في الوالدينِ أوّلًا؛ فاللاحقِ
33))_ كـلٌّ بحسْبهِ؛ على مَعالــمِ *فالأقربــونَ، ثـمَّ كــلُّ مُــسلمِ
34))_ ثُمَّ الكِــتابيُّ، فكــلُّ هائمِ * كـذاكَ في الطيــورِ، والبهـائمِ
35)) _وفي النباتِ والجمادِ هكذا*كلٌّ أتى في شرعِنا فيُحتذى
36))_ لكلِّ خَـلْـقٍ خُلْقُهُ المناسبُ* يأتـي بـهِ الخَلوقُ، والمؤدّبُ
37))_ فجــلَّ مَن كــتابهُ القرآنُ * وشـــرعهُ الكــمالُ، والتبـيانُ
38))_ وقد مـضى رسـولُهُ بنُصحِهِ*أبيــضَ ليـلُهُ كمثلِ صُـبحِهِ
39))_ مُتمّـمًا مَكـــارمَ الأخـــلاقِ * يُدلــي لكــلٍّ منهُ بالخَــلاقِ

          [الفصلُ الأول: الخُلقُ مع الوالدينِ، والأقربين]
                  [مطلب (1) الخلق مع الوالدين]
40))_ للوالـدينِ بالـغُ الإحــسانِ * حـتّى؛ وإن مـاتا بلا نُــكـرانِ
41))_ ولن يُوفَّيا الجزاءَ كاملا! * وإن مـلأتَ البــرَّ بِـرًّا ؛فامتلا!
42)بل إن يكونا مُشركينِ جاهَدا للشركِ بالمعروفِ صاحِبْ أبدا
43))_ قــضى بـهِ الإلـهُ بعـدَ حقّهِ * فعَـقُّهم يَـجيءُ بعـدَ عَـقّــهِ
44))_ لـذاكَ كـانَ أكـبرُ المآثــمِ*مِن بعدِ إشـراكٍ عـقوقٌ؛ فاعـلمِ
45))_ فَصِلْ حِبالَ والدٍ، ووالدةْ *واحذرْ حبائلَ الرجيمِ الكائدةْ
46))_ وقـدّمِ الأمَّ ثلاثًا؛ فالأبُ * وجـدّةً، فالجدُّ؛ نعــمَ المـأربُ!
47))والبرُّ والعقوقُ عُرفيٌّ فكُنْ*على الذي يُرضي بلا نُكرٍ يَـكُنْ 
48))_ رضا الإلـهِ في رضـاءِ الوالـدِ*وضدُّهُ في الضّدِّ؛ لا تُـعاندِ! 49فاخفضْ جناحَ الذلِّ حتى ترتفِعْ إن يَرضيامهماتُكادُ لم تضِعْ
50))فخُذْ سبيلًا للجِنانِ يَنتهي***وجِدَّ فيهِ–صاحِ- ثم لا تَهي!

                   [مطلب (2) الخلق مع الأقربين]
51))_ لكـلِّ أسـرةٍ ربـاطٌ مُحكمُ *جِـمـاعُهُ التـقديـرُ، والتـفاهـمُ
52)بالحبِّ والإكرامِ تَقصرُالطـرقْ*وتسعدُ القلوبُ يَرتقي الخُلُقْ
53فالزوجُ ربُّ الدارِ مِلؤهُ الحَدبْ وزوجهُ المصونُ تاجُها الأدبْ
54))_ فيجمعُ الولدانَ خيرُ مأمـنِ*حولَ رياضِ الودِّ والتـعـاونِ
55))_ بينَ زهورِ الصّدقِ، والوفاءِ * وتربــةِ العـــطاءِ، والنّـــقاءِ!
56))_ يحــبُّ فيــها الابنُ والــديهِ * عـلى قنـــاعةٍ بـما لـــديهِ!
57))وتنشأُ البنتُ على العفــافِ*وترتضي في العـيشِ بالكفافِ
58))_ وتَنبتُ الأُخـوّةُ الصـديــقةْ *تَمــدُّها المحبّــــةُ الشّـفيقةْ!
59))_ وهكذا الأعـمامُ، والأخـوالُ * بينَ الجمــيعِ دائـمًا وِصالُ
60))_ تجري إليها أنهــرُ المراحـمِ*في شاطئـيها أَزهُـرُ التلاحمِ
61))_فتنتشي الحياةُ أنفاسَ الرضا*ويَعبقُ الهَناءُ أركانَ الفضا

              [الفصلُ الثاني: الخُلقُ مع سائر الخَلق]
                                [توطئة]
62))_كلُّ امـرئٍ بطـبعهِ مُمَـدَّنُ! ***منّا الخـفيُّ، والكثيرُ مُعـلنُ 
63))_ تُعدي الطِّـباعُ بعـضَها؛ فتُطـبَعُ * وكـلُّـنا مُطــبِّعٌ، مُطــبَّـعُ
64)) مَن جاورَ الريحانَ طابَ ريحُهُ*أو ضـدَّهُ يَبينُ منهُ رشحُهُ
65))_ كـلُّ إنـاءٍ ناضحٌ بــما بــهِ * ويلــحقُ الشـبـيهُ بالمُشــابـهِ
66والحكمُ فيالختامِ أيُّهاغلبْ فالزمْ هُديتَ الرُّشدَأسبابَ الأدبْ

            [مطلب (1) الخلق مع المسلمين وغيرهم]
67)مَن صاحبَ الأخيارَشاعَ خيرُهُ أوصاحبَ الأشرارَ ذاعَ شرُّهُ
8فاخترْسبيلًاترتضي فيهاالنسبْ واتركْ حقولًاخيرُأمرِهاالحطبْ
69))_ وكُـنْ مُـــباركًا يعـــمُّ نفــعُهُ * وأدِّ للناسِ الــــذي تُحـبُّــهُ
70))_ فكُن صَديـقًا صادقًا وفــيّا * وكُن لـجـارٍ مُنـجـدًا حَيـيّا!
71))ألقِ السلامَ أو أجبْهُ بالوفـيْ*على الذي عرفتَ أولم تعـرفِ
72)ولن تساعَ الخَلـقَ بالمالِ؛ بلى*لكن بحُسنِ الخُلْقِ تَـملأُ الملا
73))_ وكلُّ معروفٍ زكاةٌ؛ فاعـلمِ * كطِيـــبِ كِلــمةٍ، وكالتّـبسمِ
74))_ وكُن شجاعًا دونما تهــــورِ! * وكن كريــــمًا؛ ثـمَّ لا تُـبذّرِ
75))_ والمسلمُ الحقُّ الذي يُسالمُ*والمؤمنُ مــنهُ الأمـانُ يُعـلَمُ
76)حتى إلى الذي على غيرِ الهُـدى*بالخيرِ والبرِّ رجاءَ الاهتدا
77)إلا لحربيٍّ؛ فبئسَ ما انتوى*لابدَّ في نصرِ الكمالِ مِن قُوى!
78))_كذاكَ قد علّمنا الرســــولُ* في كـلِّ ما قلنـاهُ، أو نَقــــولُ
79))في كلّ شيءٍ كانَ في حـــياتهِ*فمُحسنٌ حتّى على عداتهِ 
 
         [مطلب (2) الخلق مع الحيوان والنبات والجماد]
80حتى الطيورُ صانَها في حقِّها*لما اشتكتْ حُمّرةٌ فـي فرخِها
81)حتى النِّمالُ؛ قال: هلّا نملةً! *  أنعمْ بديـنِ الحقِّ حقـًّا مِـلةً!
82)يأتي بحقِّ الجملِ قد اشتكى*بل أكرمَ الجِذعَ الذي له بكى
83))_حتى النباتُ؛ بل وكلُّ كائنِ * حتى إلى الزمـانِ والأماكنِ! 
84))_ في كلِّ شـيءٍ دينُنا لهُ أدبْ *وكلُّ مَرضـيٍ إليهِ قد ندبْ
85))_حتى الخلاءُ حُفَّ بالآدابِ * فضلًا عن الطـعامِ والشرابِ!
86))_ حتى المنامُ، والدخولُ أيضا*وغـيرُهُ نــفلًا أتى، وفـرضا
87)فديننا الأخلاقُ حيثما مضتْ*وحيثما يَقضي وراءَهُ قـضتْ
 
                       [فصل جامع: في الوصايا]
88فاركبْ ياصاحِ في سفينةِ النّجا*معْ أولياءِاللهِ أربابِ الحِجا
89))_بالصدقِ، والوفاءِ، والمحبةِ * والبـرِّ والإحسانِ والشجاعةِ
واشكرْلذي المعروفِ في معروفهِ*واصبرْعلى البلاءِفي صُروفهِ
91))_ وكُن عَفوًّا في قِرانِ القُدرةِ*وكُــن ألوفًا في ثيابِ الهَيبةِ
92))_ تُوقرُ الكبـيرِ في احترامِ * وللصـغيرِ العـطفُ في حِــزامِ
93))_وتَعرفنْ لعالمٍ مِن حـقِّهِ*وتمضي في العـلمِ على طريــقهِ 
94)واحذرْ من الإشراكِ، والإحداثِ*وصحبةِ الأرذالِ والأحداثِ
95))_والكِذبِ والفُسوقِ، والنميمةِ*والخُلفِ والفجورِ ثمَّ الغِيبةِ
96))وانجُ مِــن الشّقاقِ والنّفاقِ * وفِـرَّ مِـن مَــساوئِ الأخــلاقِ
97))_ تنـجو بفضلِ اللهِ بالمكارمِ*وفي القــيامِ للجـنانِ تَنـتمي

                    [الخاتمة: نسأل الله حسنها]
98))_ وأسـألُ اللهَ العـفوَّ عفــوَهُ* وجــودَهُ، ويـسـرَهُ، وسِـــترَهُ
99)_ ووالديَّ ارحمهما، وكلَّ مَــنْ * لهُ عليَّ مِن يـدٍ؛ يا ذا المِننْ
100ثم الصلاةُوالسلامُ سرمدا على النبيِّ المصطفى نبعِ الهُدى
101)والحمدُ للهِ عـــديدَ خلـــقهِ * ومِــــلأهُ، ووزنَـــهُ؛ بحــــقِّهِ

                             لأبي سفيان
             عمرو أحمد عبد السلام سادات الشيخ
                       عفا الله عنه وستره
                ووالديه ومشايخه والمسلمين

 منتصف ليلة الجمعة الثاني عشر من شعبان 1442 من هجرة         
      عبد الله ورسوله محمد النبي الأمين الذي علم العالم
             صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
خاتمة الموقع نستودعكم الله