من قبل مقتول ولم يخف الخبر

من قبل مقتول ولم يخف الخبر

[[مقتولٌ؛ ولم يخفَ الخبر]]

أتنامُ في ليلِ الغرامِ، بطولهِ
وتركتني وحدي هنالكَ، والسّهرْ؟!

ما كنتُ أدري ما الغرامُ؛ وخِلتُهُ
أُنسًا؛ فبتُّ؛ ولا أنيسَ، ولا سمرْ!!

خَلّيتني وَحدي أُناجي صورةً
وأنا الذي ما كنتُ أدري ما الصّورْ!

فإذا خيالُكَ لا يُفارقُ ناظري!
أنّى يَؤمُّ؛ فأنتَ وحدَكَ في النّظرْ!

وكأنّني؛ وأنا أَهيمُ بخاطري
كَوني المَرايا قد أجلتَ بها البَصرْ!

وكأنّ ما حَولي جميعًا صُورةٌ!
تَحكي مُحياكَ المَليحَ؛ وقد سفرْ!

لكنّني؛ وأنا أراكَ تَحوطني!
طيفًا، أقولُ: متى أراهُ؛ وقد حَضرْ؟!

ما زلتُ بعدُ، ولستُ آنسُ!؛ بينما
في ضَمّةِ الأشواقِ؛ لم أقضِ الوطرْ!

ما زلتُ أستسقي غمامَكَ لَيلتي!
فمتى تُغيثُ بنورِ عينكَ، كالمطرْ؟!

قد غبتَ في ليلِ التّمامِ، فقد نقصْْ
وإذًا لأجلكَ أنتَ قد غابَ القمرْ!

وإذا النّجومُ جميعُها، وكأنّها
دمعٌ على ثوبِ الحِدادِ؛ قد انحدرْ!

يا مَن ملأتَ بلحنِ صوتكَ مُهجتي
وسَحرتَ قلبيَ مِن لِحاظِكَ؛ فانسحرْ!

وسَلبتني عَقلي غَداةَ رأيتُني
مِن حُسنكَ الفتّانِ غبتُ عنِ البَشرْ!

فالآنَ قد وقفَ الزمانُ لموعدي!
والأرضُ ضاقتْ في مكانيَ تَنتظرْ!

وأنا هنالكَ؛ والشّكوكُ تَسوسُني
مِن كلِّ صَوبٍ كالجرادِ قد انتشرْ!

فَعلامَ تَتركُني وحيدًا هائمًا؟!
أَرعى الظّلامَ، على ضِفافٍ مِن خَطرْ!

واليأسُ يَرعى في فؤاديَ دائبًا!
وكأنّ شَيعيًّا ببابِ المُنتظرْ!!

باللهِ إنْ أَزمعتَ قتليَ إنّني
مِن قبلُ مقتولٌ، ولم يَخفَ الخبرْ!

[[أبو سفيان]]
خاتمة الموقع نستودعكم الله