أشفّكِ طولُ العهدِ؛ والبعدُ شاسعُ
وليسَت إلى قُـربٍ سبيلٌ؛ فنذرعُ!
وليسَ لَدينا ما يُخفّفُ لوعةً!
وما قوسُنا يَرمي بسهمٍ؛ فيُنزعُ!
أتانا الذي يَغشى الأنامَ جميعَهم
سواءٌ لمَن يرضى، ومن يَتجزّعُ
ولا نمـلكُ الأمرَ الذي فتّتَ الحَشا
بُعـيدَ أتانا النّعـيُ؛ والنّعـيُ مُـفـزعُ!
فما نعقلُ القولَ المُقالَ تعزّيًا!
ولا نبصرُ الذي يقولُ؛ أنسمعُ؟!
فلو تنزفُ العينُ الدّماءَ؛ لما كفى!
فكيفَ؛ وما لنا سوى الدّمعِ مَطمعُ؟!
ولو تهلكُ النفسُ الغداةَ على أبٍ
لقلتُ لها حيّي على الهُلكِ نَربعُ!
ولكـنّهُ أمـرٌ بَعـيدٌ مَـنالهُ
وإن كانَ هُلكُها مِرارًا يُجرّعُ!
فلم يبقَ غيرُ الصّبرِ مُـرًّا على الأسى
وفي القلـبِ أتـراحٌ تَحـلُّ، فتَفـرعُ!
وما حيلتي، والعمرُ ليسَ بمَلكِنا!
وليسَ على الموتِ احتيالٌ، فأدفعُ!
إذن لَوهبتُ العُمرَ عن طيبِ خاطرٍ!
أبًا، لا يُوَفّيهِ الذي أنا صانعُ!
اللهم اغفر له، وارحمه وعافه، واعف عنه، وارفع درجاته في عليين.
ضـحـى الأحـد الثالث من جـمـادى الأولـى سـنة 1444 مـن هجرة عبد الله ورسوله، وخليلهِ محمد -صلى الله عليه وسلم- وبجوار قبره الشريف، بمسجده المُنيف، أحيانا الله على سنته، وقبـضنا على ملته، وهو راض عنا، وآخـر دعـوانا أن الحـمد لله رب العالمين.