[[عُقوق الأحفاد]]
[[صوتُ جدّتي]]
صوتُ هاتفٍ يرنُّ
بينما القلبُ يَحنُّ
أن يكونَ الاتصالُ
ما يُملّيهِ الخيالُ
جدّتي صارتْ هُناكا
بعدما كانتْ هَـناكا
أينَ برُّها؛ وأنتَ
ما اتصلتَ، أو سألتَ؟!
سافرتْ، وهْي حزينةْ
مِن عُقوقاتٍ مُهينةْ
زجرُها عندَ الطعامِ
قطعُها وسْطَ الكلامِ
ربّما تَمضي الليالي
والليالي لا نُبالي!
وهْي تَشتكي العياءَ
لم تَر مِنا اعتناءَ
كان هذا لا يُجيبُ
بينما هذي تَعيبُ!
أينَ منا الاحتمالُ
خُيّبت فينا الآمالُ!
بعدما كانتْ طبيبا
أصلحتْ فينا المَعيبا
تملأُ البيتَ الأمانا
نَحتسي مِنها الحنانا
ذاكَ تُعطينا الفلوسا
تلكَ حَلوى، أو هَريسا
ملءُ ذِكراها العطاءُ
ليسَ يَكفيهِ الوفاءُ!
إنّ قلبي للتّلاقي
كلَّ حينٍ في اشتياقي!
جدّتي عندي كأمّي
همُّها -واللهِ- همّي
في رضاها الشمسُ تاتي
والسعاداتُ تُواتي!
بِتنا بعدَها ندامى
ويكأنّنا يتامى!
فاتفقنا أجمعينا
نأتها مُستغفرينا
قلتُ في الهاتفِ : أهلّا ...
قالَ: قد ماتتْ؛ ... وولّى!
لستُ أدري ما أقولُ ...
طافَ بي رغمًا ذهولُ!
حينَها أتى الجميعُ
أسبلتهمُ الدموعُ!
ليتَ أنّنا نعودُ ...
بيدَ ليتَ لا تُفيدُ
ليتَ مَن يُدركُ جَدّا
جدَّ في الإحسانِ جدّا
علّموا الأحفادَ حقّا
أنّ للأجدادِ حقّا
والعُقوقَ في الجُدودِ
جاوزتْ كلَّ الحدودِ
صوتُ جدّتي يرنُّ
بينما القلبُ يئنُّ!
ليسَ يدري ما يُجيبُ
بعدما حلَّ المغيبُ!