قالت بيادته

قالت بيادته

[[قالت بيادته]]
ليـس شـيء يؤثـر في نفـسي، ويعـكر عـليّ صـفوي مـثل هـذه الدمـاء التي يستبيـحها هؤلاء المارقون بدون حق، ويسفكونها ولا يرف لهم جفن!، ماذا يقولون لربهم غدا إذا سألهم ؟!
أي دين هذا الذي يدينون؟! 
وأي فكر هذا الذي ينتهجون؟!
 إنهم شياطين في جثامين إنس ... وإن قالوا ما قالوا؛ وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : 
(يقولون من قول خير البرية)...وقال: (شر الخلق والخليقة...)
    رحم الله إخواننا الذين ماتوا دون أنفـسهم، ودمائهم، ودون مالهم، وأرضهم وأهليهم = أهل مصر ... :

قالتْ بيادتهُ؛ وقد حدثتُها
تحديثَ حقٍّ ليسَ بالبُهتانِ

قالتْ؛ وترفعُ رأسَها في عزّةٍ!
وتَلوحُ مِن زاكي الدّماءِ مَعانِ:

لو كانَ يُنحتُ للشّجاعةِ مَعلمٌ
فابنُ الكِنانةِ سيّدُ الشُّجعانِ!

أو كانَ يُضربُ للصمودِ مماثلٌ
فهنا تُرتّـلُ للصُّمودِ مَـثانِ!

وهنا بأرضِ المجدِ= سيناءَ التي
تَرعى البطولةَ؛ ما لها مِن ثانِ!

وعلى رُباها مِن شذى الشهداءِ ما
عبقتْ بهِ الأرجاءِ في البلدانِ

وأنا أقصُّ عليكَ ما قد خَصّني
مِن بعضِ ما يلقاهُ في المَيدانِ

قصَّ الأُولى شهدوا، وخاضوا خوضَهم
هم، والأسودُ على الوغى صِنوانِ

يأتي الجبانُ مُباغتٍا في خُفيةٍ
وأنا يُثبّتني لهُ الرِّجـلانِ!

رِجلا ابنِ مصرٍ كالمَسلّاتِ التي
عبرَ الزمان ثباتُها الطَّـودانِ

فإذا رأيتَ رأيتَ هامةَ رأسهِ
هيَ، والثُّريا رِفعةً سيّانِ!

وإذا رأيتَ الصدرَ كالحصنِ الذي
ما إن لهُ ظهرٌ يدَ الحدَثانِ!

لا يعرفُ استدبارَهم في حربِهم
 كالدهرِ وجهتُهُ بلا رُجعانِ!

وعلى كواهلهِ البلادُ يَصونُها
ودماهُ أهونُ عندهُ مِن فانِ!

والنيلُ فرعاهُ الذراعانِ التي
صُبّتْ قُوًى، ومَصبُّها بِـجَنانِ

مَن لم يرَى قلبَ ابنِ مصرَ؛ فتكفهِ
عيناهُ تُرهبهُ؛ ولو غِمدانِ!

وأنا أعومُ على الرمالِ سفينةً
حملتْ معَ الأبطالِ برَّ أمانِ!

وترونني في رِجلهِ دُكّت لنا
أرضُ العدوّ؛ وليتَ ثمّةَ دانِ!

ونراهُ مُبتسمًا إذا ما حسّهم
وإذا يَفـرّوا فـرّةِ الجُـرذانِ

ونراهُ يضحكُ إن أُصيبَ كأنّما
وضعَ الدماءَ مواضعَ النِّيشانِ!

ويقولُ ذاكَ رصاصُهم في أضلعي
شرفٌ سَعيتُ إليهِ كلَّ زماني!

ليسَ الرصاصُ على الصدورِ كمثلهِ
في الدُّبْـرِ -واللهِ- هما ضِـدّانِ

لا يُجمعانِ بكفّةٍ أبدًا، ولا
صبحٌ، وليلٌ قطُّ يَجتمعانِ

وإذا تَجي عِرسُ الشهادةِ باسمًا
ويَشيرُ هـذي جنةُ الرحمنِ!

ويرى كلابَ النارِ في مِعراجهِ
تَعوي فيضحكُ ضِخكةَ النشوانِ!

تَعوي هنالكَ والعذابُ يُحيطُها
والمُهلُ سُقيا ظمأةِ الظمآنِ!

وعلى الأرائكِ للشهيدِ نعيمهُ
ما إنْ رأتْ مِثلًا لهُ عينانِ!
خاتمة الموقع نستودعكم الله