وكأنني قلت: انفخي!

وكأنني قلت: انفخي!

مالي أُطفّئُ في الغُمومِ؛ لتفسخي
مِن وهْجِها، وكأنّني قلتُ: انفخي!

ضدّانِ نَقتسمُ الهمومَ شراكةً
وكأننا وُدّانِ في عَـيشٍ رَخي!

لي أصلُها، ولكِ الرباءُ مُضاعفًا
مثلَ اليهـودِ، وخَـزْنِها المُتنـفّخِ!

يا نفسُ: قد ضاقتْ عليَّ بِرحبِها
لم يبقَ غيرُكِ؛ فاجبري، لا تَشدخي

لا تنكأي الجُرحَ الذي عَـيّ الدَّوا!
يكفي صموتُكِ -إن رضيتِ- أو اصرخي!

ماذا يضيرُ؛ وقد هَـوتْ جنباتُها
فاسقِي الجِراحةَ مِن دمي، وتلطّخي

ماذا تبّـقى من أمـالٍ؛ ضمّها
كفُّ المنايا؛ غضّةً كالأفرُخِ
 
قد كنتُ أحسبُكِ الملاذَ؛ إذا اعتدتْ
فإذا ملاذُكِ، أو معاذكِ= مَسْلَخي

كمدٌ تُزكّـى بالتذكّـرِ نارُهُ
ومجوسُها آلَوا...فزيدي، واشمخي

حزنٌ يُضاعفُ إنْ أنا خفّـفتُهُ
وأسًى يُزادُ بكفِّ آلامٍ سخي!

وأحاولُ السُّلوانَ حتّى غمّني
فإلى الغمومِ تحوّلي، وتَدوّخي

ليسَ المُصابُ مُصابَ نفسيَ؛ إنّما
*** هوَ أن يُصابَ أخٌ، وكفّيَ ترتخي!

أنا لا أقولُ الآهَ!؛ مهما حلّ بي!
*** لكن أكررُها؛ إذا نالتْ أخي!

أنا لستُ إلا حيثُ يَحسبُني؛كما
*** هوَ حيثُما كانَ البلاءُ؛ فمُصرخي

فاليومَ كبلني الذي في رُسغهِ
فكلا يدَينا في القيودِ الصُّرَّخِ

وجميعُنا لا يَملكَنْ لجميعِنا
إلا هباءَ الشاجبينَ الوّبّخِ

إلا رمادًا ذُرَّ في أبصارِنا
فإذا البصائرُ هَديُها لم يَرسخِ

وجميعُنا مِن بعدِ عزٍّ بُدّلتْ
أحوالُهُ، وعلتْ تُحُـوتٌ؛ تَنتخي!

عاثتْ أياديهم بأوديةِ الهُدى 
عبثوا بوجهِ ممالكي، ومُؤرَّخي

سفلتْ أيادينا التي أجدادُها
سادوا البسيطةَ بالكمالِ الأشمخِ

فاليومَ نَجني ما زرعناهُ، وما
جَنيُ الصِّغارِ سوى الصَّغارِ الأوسخِ

قد كان غزوًا بالسلاحِ، ولم يزلْ!
لكنّهُ في فِكرِنا المُترسّـخِ!

لمّا نَزلْ مُتجرعينَ ظلامَهُ
وضياؤنا خلفَ القُرونِ البُذّخِ

إن تَقرُبوا نحوَ التراثِ، وعزّهِ
شبرًا؛ يَجي مِن مجدِكم بالفرسخِ

هيّا انزعوا حُجبَ الضلالةِ كلَّها
فهيَ احتلالٌ حكمُهُ لم يُنسخِ

في مِصرِنا، وعِراقنا، وبشامِنا 
وحِجازنا؛ لجميعِها؛ قيلَ: ارضخي

فاليومَ حدٌّ فاصلٌ؛ إمّا الحيا
ةُ، أو المَماتُ؛ فيومُنا كالبرزخِ!

اليومَ حدٌ فاصلٌ، فتلطّخي
بالذلِّ، أو مِن عِـزةٍ؛ فتضمّخي

وُضعَت موازينُ الورى، فمُخفّفٌ
هاوٍ، وآخرُ مُثْقِـلٌ؛ فبخٍ بخِ!!
خاتمة الموقع نستودعكم الله