العيد طفل

العيد طفل

[[العيدُ= طفلٌ!]]

مِن فرحةِ الطفلِ يَعدو العيدُ مُنتقلا
بينَ الدروبِ؛ فيُعدي الفرحَ، والجَذلا١

حتى لتسعدَ جـدرانٌ، وأفـنيةٌ
وتَنتشي الطرقاتُ إثرهم عَللا ٢!

ها قد تراءى لنا من دُورِهم فرَحٌ
هذا الجمادُ؛ فكيفَ الإنسُ مُمتثلا؟!

هذي الدروبُ؛ وهذا الفرحُ يَملؤها
باللهِ؛ كيفَ القلوبُ؛ وهْيَ من عقلا؟! 

حتى ليفرحَ مَحزونٌ، ومُكتربٌ!
كأنَّ كلَّ الذي قد كانَ ما حصلا!

يا عيدُ شمسٌ، وفي الأطفالِ طلعتُها! 
لولا الطّفـولةُ، نجمُ العيـدِ قد أفـلا! 

ما زانَ عيدٌ بغيرِ الطّفلِ يَحملُهُ
نحوَ السّرورِ؛ ونِعمَ الوجهُ قد حملا! 

فالعيدُ لفـظٌ، ومـعناهُ بأعـينِهم!
مَن عاينَ العينَ، -مِن سعدٍ بها- نهلا!

يزهو، ويرفلُ في أثوابِ بهجتِهم
ذي وشيُها الضّحكاتُ التّمْتَطي٣ الأملا!

ذا العيدُ= طفلٌ، كعصفورٍ على فَنَنٍ!
يَشدو، ويَلهو، ويَكسو سعدَهُ الحُللا!

حتى يقولَ الورى طرًّا بأجمعِهم
-رُغمَ الخلافِ-؛ وصارتْ بينَهم مَثلا:

(ما فرحةُ العيدِ إلا في طفولتِهم)
(وما الطفـولةُ إلا العـيدُ مُكتملا!)

فالعـيدُ دونَهمُ كالكُوزِ مُنقلبا
 أمّا بهمْ فهو كاسٌ يَنضحُ العسلا!

════ ¤❁✿❁¤ ════
١- الابتهاج.
٢- شَرِبَ عَلَلاً : شَرِبَ ثانيةً أَو تِباعًا بعد الشربِ الأَول.
٣-أل الموصولة دخلت على الفعل المضارع (تمتطي)= التي تمتطي.
خاتمة الموقع نستودعكم الله