كلُّ اكتمالٍ علا عُـقباهُ نُقصانُ!
وكـلُّ مُكتملٍ للنقـصِ عُنـوانُ!
يأتي الشّبابُ على أقتابِهِ ظُعُنٌ
من المَشيبِ، بها للموتِ ألـوانُ!
هذا الهِلالُ هُزالُ الخصرِ، تَحسبهُ
عُكّازةً مالها بالليلِ صُحـبانُ!!
كم كانَ يُمسي لهُ مِن كلِّ ناشئةٍ1
فكيفَ باتَ كأنّ القومَ ما كانوا?!
يا لائمَ البدرِ، إذ ولّى على عَجلٍ
هلّا الملامَ على الأحبابِ إذ مانوا2!
كانتْ لهم في بيوتِ اللهِ سابلةٌ3!
فاليومَ سَـبّلَها في الإثرِ أحـزانُ!
واليومَ سبّـلها دُنيا، وسَكْرتُها
مَن ذا يُفيقُ؛ وقلبُ الحِبّ سكرانُ؟!
مَن ذا يُفيقُ؛ وبنتُ الأرضِ فاتنةٌ
قد زانَها في الورى لهوٌ، ونسيانُ!
قد زانَها في الورى مُلكٌ بأفئدةٍ
لولا الهوى ما لها في الناسِ سلطانُ
يا يوسفَ الدهرِ ذا يعقوبُ بعدكمُ
يَبكي، وما إخوةُ الأيّامِ سلوانُ!
مَن مُبلغٌ وجنةَ البدرِ التي ذَبُلتْ
وقَدَّهُ بعدما شـفّتْهُ4 أزمانُ! :
ثوبُ السّماءِ تَرى مِن بعدكم مُرُطٌ
مِن الحِدادِ، ونجمُ الليلِ أكفانُ!
======>
1- المراد ناشئة الليل، وهي إحياؤه بالصلاة، والذكر.
2- مانوا: أي كذبوا.
3- السابلة: الطريق المسلوكة.
4- أضعفه، وأنحله= جعله نحيلا!.
لأبي سفيان
════ ¤❁✿❁¤ ════